×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ويُكرَه تَكثِيرٌ وإفْرَاطُ صَادِقِ الـ *** ـيَمينِ لخَوفِ الكَذِبِ عندَ التَّعدُّدِ

ومَنْ يَكُ خَيرًا حِنثُهُ فَهْوَ سُنَّةٌ *** ونَدْبٌ لَدَى القَاضِي لِذِي الحَقِّ يَفتَدِ

ولاَ بَأْسَ فِي أَيْمَانِه مع صِدْقِه *** ولاَ يَنفَعُ التَّأويلُ مِن كُلِّ مُعتَدِ

وحَرِّم وقيلَ اكْرَهْ يَمِينًا بمَنْ سِوَى *** الإِلَهِ لهُ أَسْندْتَ أَو لَمْ تُقَيِّدِ

ولاَ يَجِبُ التَّكفِيرُ مِن حِنْثِ حَالِفٍ *** سِوى حَالِفٍ باللهِ رَبِّي ومُوجِدِي

ولَم تَنعقِدْ أَيمانُ غَيرِ مُكلَّفٍ *** مُرِيدًا مُواتيه وإنْ لَمْ يعود

ونَدْبٌ وقِيلَ أَوْجب تبرر مُقسِمٍ *** بِلاَ ضَرَرٍ أو ظَاهِرًا أبرزن قَدِ

ومَنْ يَتوسَّلْ بالإلَهِ أجِبْ تُصِبْ *** بِلاَ ضَرَرٍ مَا سَنَّهُ خَيرُ مُرشِدِ

أَلاَ إنَّ قَذْفَ المُحْصَناتِ كَبيرَةٌ *** أتَى النَّصُّ فِي تَعظِيمِها بالتَّوَعُّدِ

أَيَا أُمَّةَ الهَادِي أمَا تَنْهَوْنَ عَن *** ذُنُوبٍ بِها حبس الحَيَا المُتعَوّدِ

وذَلكَ عُقبَى الجَورِ مِن كُلِّ ظَالِمٍ *** وعُقْبَى الزِّنَا ثُمَّ الرِّبَا والتَّزيُّدِ

- تعم بمَا تَجْنِي العُقُوبةُ غَيْرَنَا *** هُنا وغَدًا يَشْقَى بِها كُلُّ مُعتَدِ

وقَاذِف أُمِّ المُصْطَفى اقْتُلْهُ بَتَّةً *** ولَو كَانَ ذَا إِسْلاَمٍ أو ذَا تَهوُّد

وقَاذِفْه أَيْضًا وذَلكَ رِدَّة *** ولاَ يَسقُطُ الإسلاَمُ قَتلاً بأَوْكَدِ

وإن كَانَ ذَا كُفرٍ فأَسْلم أَبقِه *** فِي الأُولَى وعندَ اللهِ يُفْلِحُ مَنْ هُدِي

ومَنْ تَابَ مِن قَذفِ امْرِئٍ قَبلَ عِلمِه *** وتَحْليلِه لَمْ يَبُر في المُتَأكَّدِ

خَفِ اللهَ فِي ظُلمِ الوَرَى واحْذَرْنَه *** وخَفْ يَومَ عَضِّ الظَّالِمينَ على اليَدِ

ولاَ تَحْسِبن اللهَ عَن ذَاكَ غَافِلاً *** ولَكنَّه يُملي لمن شا إلى الغد

فلاَ تَغْتَرِرْ بالحِلْمِ عَن ظُلمِ ظَالمٍ *** سَيأْخُذُهُ أَخْذًا وَبِيلاً وعَن يَدِ

أَلاَ إِنَّ ظُلمَ النَّاسِ ذَنْبٌ مُعظَّمٌ *** أَتَى النَّصُّ فِي تَحْرِيمِهِ بِالتَّوعُّدِ

ويُرجَى لغَيرِ الظُّلمِ غُفْرانُه غَدًا *** وإنْ يَشَأ المَظْلومُ يَقْتَص فِي غَدِ

- ومَنْ كَان فِي الدُّنْيا يَشِحُّ بمَالِه *** فكَيفَ بِه يَومَ العَذابِ المُؤَبَّدِ

فَلاَ تَغتَرِرْ مِمَّنْ يُسَامِحُ في الدُّنَا *** وأَدِّ حُقوقَ النَّاسِ تَسْلَمْ وتَرشُدِ


الشرح