×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ولَيْسَ بمُجْزٍ دَفْعُها لشَرِيكِه *** ولاَ مَن يَعُولَنَّ مِن قَرِيبٍ ومُبعَدِ

ولاَ كَفَنِ الْمَوْتَى ولاَ في دِيُونِهم *** ولاَ نَحْوَ سدِّ الْبثْقِ أو رَمِّ مَسجِدِ

ويَحرُمُ حَتْمًا أَنْ يَقِيَ مالَه بِها *** ويَدفع ذما أَو لِتَحصيلِ مَحْمَدِ

وذَلكَ نَفْلُ البرِّ سِرًّا بفَاضِلٍ *** عن النَّفسِ مع قوتِ العيالِ المُؤَكَّدِ

يُسَنُّ وفِي الحَاجاتِ أو شَهْر صَوْمِهم *** وللجَارِ والقُرْبَى وإِنْ يُؤْذَ آكَدِ

ويَأثَمُ فِي إِضْرَارِ نَفْسٍ وعيلةٍ *** ومَطْل غَرِيمٍ في التَّقَاضِي مُلدَّدِ

وإنْ تَكُ ذَا صَبْرٍ وحُسْن تَوكُّلٍ *** وتَرْك سُؤَالٍ بالجَمِيعِ أن تشا جدِ

وإلاَّ تَكُنْ تَأْثَم ببَذْلِ جَميعِه *** ويُكرَهُ تَضْييقٌ لغَيرِ المعود

وجَوِّزْ سُؤَالَ المَرْءِ ما جَازَ أَخذُهُ *** وعَنْه أحظرن عَن ذِي العَشا والغَدا قَدِ

ومَا جَا بِلاَ اسْتِشْرَافِ نَفْسٍ وطلبه *** يُسَنُّ ولَم يُوجَبْ قَبُولٌ بِأَوْكَدِ

ويُكرَهُ بِاسْتِشْرَافِ نَفْسٍ وجَائزٌ *** عَلى الكُفرِ بَذْل البرِّ فِي نَصِّ أَحْمَدِ

وخُذْ فِي بَيَانِ الصَّوْمِ غَيرَ مُقَصِّرٍ *** عِبَادَةَ سِرٍّ ضِدَّ طَبْعٍ مُعوَّدِ

وصَبرٍ لفَقْدِ الإِلْفِ من حَالةِ الصَّبِي *** وفَطْمٍ عَن المَحْبوبِ والمُتعَوّدِ

- فَتوفيه بالوَعْدِ القَديمِ مِن الَّذي *** لَه الصَّومُ يَجْزِي غَيرَ مُخْلِفِ مَوْعِدِ

وحَافِظْ على شَهْرِ الصِّيامِ فَإنَّه *** لخَامِسِ أَرْكانٍ لِدِينِ مُحمَّدِ

تُغلَقُ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ إذَا أتَى *** وتُفتَحُ أَبوابُ الجِنَانِ لسُعَّدِ

ويُرفَعُ عَن أَهلِ القُبُورِ عَذَابُهم *** ويُصَفَّدُ فِيه كُلُّ شَيْطَانٍ مُعْتَدٍ

ويُبسَطُ فِيهِ الرِّزقُ للخَلقِ كُلِّهِم *** ويُسهَّلُ فِيه فِعلُ كُلِّ تَعبُّدِ

تُزَخْرَفُ جَنَّاتُ النَّعيم وحورها *** لأهل الرضى فيه وأهل التهجد

وقَد خَصَّه اللهُ العَظِيمُ بِلَيْلةٍ *** علَى أَلفِ شَهْرٍ فُضِّلَتْ فَلتَرْصُدِ

فَأرْغِم بأنْفِ القَاطِعِ الشَّهْر غَفلةً *** وأَعْظِمْ بِأَجْرِ المُخلِصِ المُتَعبِّدِ

فقُمْ لَيْلَهُ واقْطَعْ نَهارَك صَائمًا *** وصُنْ صَوْمَه عَن كُلِّ موهٍ ومُفسِد

وتَرْكُ مَقالِ الزُّورِ في النَّاسِ وَاجِبٌ *** ولكنَّه مِن صَائمٍ ذُو تَأَكُّدِ


الشرح