فكَمْ مِن رخي العَيشِ
حَرَّكَه الهَوَى *** فقَامَ بِأَعباءِ الرَّجَا سَاغبًا صَد
فليسَ بثَانٍ عَزمَه عن
طُلابِه *** إذَا ثَوْبُ الدَّاعي بِه وَصَل خرَّدِ
أطَارَ الكرَى عَنهُم رَجاء
وصَالَهُم *** وشَوْقًا إلى قَبْر النَّبِي مُحمَّدِ
عَفا اللهُ عَنِّي كَم أودعَ
سَائرًا *** إِليه وذَنْبِي حَابِسِي ومُقيِّدِي
تَحمَّلتُ أَوْزَارًا
تُثقِلُ منهَضِي *** ولكنَّني أَرجُو تَجَاوزَ سَيِّدي
وظَنِّي جَميلٌ بالكَرِيمِ
وعُدَّتي *** شَفيعُ الوَرَى فِي مَوقِفِ الحَشْرِ في غَدِ
لَئِن ثَنَتِ الأَقْدارُ
عَزْمي عَن السَّرَى *** فشَوْقِي إِلَيْه دَائِمٌ وتَلدُّدِي
- وإنَّ رَجَائي إنْ يَمُن
بِزورةٍ *** فَأبْلُغُ مِن تِلكَ المَشَاعِرِ مَقْصِدِي
وألثم آثَارَ النَّبيِّينَ
ضَارِعًا *** وأَبْسُطُ كفِّي للدُّعاءِ وأَجهدِ
ومَنْ حَجَّ بالمَالِ
الحَرَامِ يُعيدُها *** كَذلِكَ مُرْتَدٌّ أَنَابَ بِأَوْكَدِ
وللرَّفَثِ اهجُرْ والفُسوقِ
وهَكَذا الـ *** ـجِدالِ وأَقلِلْ مِنْ كَلاَمِك تُحمَدِ
ومَكَّةُ بالتَّفضِيلِ
أَولَى، وعَنهُ بَلْ *** مَدِينَةُ خَيرِ الخَلْقِ مَثْوَى مُحمَّد
وكِلتَا يَدَيك أَرْفَع
لرُؤْيةِ كَعْبةٍ *** مُعَظَّمةٍ عليا وكَبِّرْ ومَجِّدِ
ونَادِ بقَلبٍ خَاشِعٍ
مُتَضَرِّعًا *** بمَا شِئْت مِنْ كُلِّ الدُّعَا غَيرِ مُعتَد
وسَلْهُ قَبُولَ الحَجِّ
والعَفو وادْعُه *** وكبِّرْ وهَلِّلْ فِي مُحَاذَاة أَسْوَدِ
ونَدْبٌ لَه أنْ يدخل البيت
حَافيًا *** ويُكثر مِن نَفْلٍ بِهِ وتعبدِ
ويَرمُقُه مَا اسْطَاعَ
ثُمَّ بطرفه *** ويُكثِر فِعْل الاعْتِمَار ويُجْهدِ
- ومِن زَمْزمٍ فاشْرَبْ
بمَا شِئتَ ممعنًا *** وسَمِّ وسَلْ مَا تَبْتَغي وتَزَوَّدِ
وعندَ خُرُوجٍ طُفْ طَوافَ
مُودِّعٍ *** وَقِفْ بعدُ بينَ البَابِ والرُّكنِ تَرشُدِ
ونَادِ كَرِيمًا قَد دَعَا وَفده
إلَى *** جَوَائزِه فِي بَيتِه فادْعُ واجْهَدِ
وقُلْ يا إِلَهِي قَدْ
أَتَيْنَاكَ نَرتَجِي *** مَوَاعيدَ صِدقٍ مِن كَريمٍ مُعوَّدِ
وهَذا مَقامُ
المُسْتَجِيرينَ مِن لَظَى *** بعَفْوِكَ يَا مَنَّان يَا ذا التَّغمُّدِ
بعَوْنِكَ جِئنَا فَوْقَ
كُلِّ مُسَخَّرٍ *** فجد بالرِّضَا يَا رَب قبلَ التَّبعُّدِ