×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

فكَمْ مِن رخي العَيشِ حَرَّكَه الهَوَى *** فقَامَ بِأَعباءِ الرَّجَا سَاغبًا صَد

فليسَ بثَانٍ عَزمَه عن طُلابِه *** إذَا ثَوْبُ الدَّاعي بِه وَصَل خرَّدِ

أطَارَ الكرَى عَنهُم رَجاء وصَالَهُم *** وشَوْقًا إلى قَبْر النَّبِي مُحمَّدِ

عَفا اللهُ عَنِّي كَم أودعَ سَائرًا *** إِليه وذَنْبِي حَابِسِي ومُقيِّدِي

تَحمَّلتُ أَوْزَارًا تُثقِلُ منهَضِي *** ولكنَّني أَرجُو تَجَاوزَ سَيِّدي

وظَنِّي جَميلٌ بالكَرِيمِ وعُدَّتي *** شَفيعُ الوَرَى فِي مَوقِفِ الحَشْرِ في غَدِ

لَئِن ثَنَتِ الأَقْدارُ عَزْمي عَن السَّرَى *** فشَوْقِي إِلَيْه دَائِمٌ وتَلدُّدِي

- وإنَّ رَجَائي إنْ يَمُن بِزورةٍ *** فَأبْلُغُ مِن تِلكَ المَشَاعِرِ مَقْصِدِي

وألثم آثَارَ النَّبيِّينَ ضَارِعًا *** وأَبْسُطُ كفِّي للدُّعاءِ وأَجهدِ

ومَنْ حَجَّ بالمَالِ الحَرَامِ يُعيدُها *** كَذلِكَ مُرْتَدٌّ أَنَابَ بِأَوْكَدِ

وللرَّفَثِ اهجُرْ والفُسوقِ وهَكَذا الـ *** ـجِدالِ وأَقلِلْ مِنْ كَلاَمِك تُحمَدِ

ومَكَّةُ بالتَّفضِيلِ أَولَى، وعَنهُ بَلْ *** مَدِينَةُ خَيرِ الخَلْقِ مَثْوَى مُحمَّد

وكِلتَا يَدَيك أَرْفَع لرُؤْيةِ كَعْبةٍ *** مُعَظَّمةٍ عليا وكَبِّرْ ومَجِّدِ

ونَادِ بقَلبٍ خَاشِعٍ مُتَضَرِّعًا *** بمَا شِئْت مِنْ كُلِّ الدُّعَا غَيرِ مُعتَد

وسَلْهُ قَبُولَ الحَجِّ والعَفو وادْعُه *** وكبِّرْ وهَلِّلْ فِي مُحَاذَاة أَسْوَدِ

ونَدْبٌ لَه أنْ يدخل البيت حَافيًا *** ويُكثر مِن نَفْلٍ بِهِ وتعبدِ

ويَرمُقُه مَا اسْطَاعَ ثُمَّ بطرفه *** ويُكثِر فِعْل الاعْتِمَار ويُجْهدِ

- ومِن زَمْزمٍ فاشْرَبْ بمَا شِئتَ ممعنًا *** وسَمِّ وسَلْ مَا تَبْتَغي وتَزَوَّدِ

وعندَ خُرُوجٍ طُفْ طَوافَ مُودِّعٍ *** وَقِفْ بعدُ بينَ البَابِ والرُّكنِ تَرشُدِ

ونَادِ كَرِيمًا قَد دَعَا وَفده إلَى *** جَوَائزِه فِي بَيتِه فادْعُ واجْهَدِ

وقُلْ يا إِلَهِي قَدْ أَتَيْنَاكَ نَرتَجِي *** مَوَاعيدَ صِدقٍ مِن كَريمٍ مُعوَّدِ

وهَذا مَقامُ المُسْتَجِيرينَ مِن لَظَى *** بعَفْوِكَ يَا مَنَّان يَا ذا التَّغمُّدِ

بعَوْنِكَ جِئنَا فَوْقَ كُلِّ مُسَخَّرٍ *** فجد بالرِّضَا يَا رَب قبلَ التَّبعُّدِ


الشرح