ولاَ تَخْشَ فَوْتَ الرِّزقِ
فاللهُ ضَامِنٌ *** لكَ الرِّزقَ ما أَبقَاكَ في اليَومِ والغَدِ
أَلاَ إنَّ ذِي الأمْوالِ في
الأَرْضِ مِنْحةٌ *** كمِنْحَةِ مَن يجدِي النَّوَال ويَجْتَدِي
بها يُعرَفُ المَرْءُ
السَّخِي مِن الفَتَى الـ *** ـبَخيلِ وذُو الأطْماعِ مِن ذِي التَّزَهُّدِ
ويُعرَفُ أَرْبَابُ
الأَمَاناتِ عِندَها *** وكُلُّ خَؤُونٍ بالتَّصنُّعِ يَرْتَدِي
يُرِي النَّاسَ أبوابَ
التَّزهُّدِ حِلْيةً *** ويَسْعَى لتَحْصِيلِ الحُطامِ المُزهدِ
له وثباتٌ في اكتِسَابِ
حُطَامِه *** ولو مَلَكَ الطُّوفانَ لم يَسْقِ مِن صَدِي
تَعَالَى الكَرِيمُ اللهُ
عَن أَنْ يُرى لَه *** وَلِيٌّ بَخِيلٌ قَابِضُ الكَفِّ واليَدِ
فشَرُّ خِلالِ المَرْءِ
حِرْصٌ وبُخْلُه *** مِنَ اللهِ يُقْصِيهِ فَيَا وَيْل مُبْعَدِ
وإنَّ كَرِيمَ النَّاسِ
فِيهِمُ مُحبَّبٌ *** قَرِيبٌ مِن الحُسْنَى بَعِيدٌ مِن الرَّدِي
يُغطِّي عُيُوبَ المَرْءِ
فِي النَّاسِ جُودُه *** ويُخَمِّلُ ذِكرَ النَّابِهِ البُخْلُ فَابْعِدِ
فسَارِعْ إلَى كَسْبِ
الْمَعَالِي ودَعْ فتًى *** تَوَانَى عن العَليَا لكَسْبِ مصرد
فمَا المَالُ إلاَّ
كَالظِّلالِ تَنَقُّلاً *** فبَادِرْ إِلَى الإِنفَاقِ قَبْلَ التَّشرُّدِ
ولاَ تَحْسَبنَّ البَذْلَ
يُنقِصُ مَا أَتَى *** ولاَ البُخْلُ جَلاَّب الغِنَى والتَّزَيُّدِ
ولاَ تُوعِيَنَّ يُوعَى
عَلَيكَ وأَنْفِقَن *** يُوسِّعْ عَليْكَ اللهُ رِزْقًا وتَرفدِ
فَلا تَدَعَنَّ بَابًا مِن
البِرِّ مُغلَقًا *** تلاق غَدًا بَابَ الرِّضَى غَيرَ مُؤْصَدِ
وتَملِيكُ مَالِ المَرْءِ
حَالَ حَيَاتِهِ *** بِلاَ عِوَضٍ يدعى هبات التَّجوُّدِ
- وتِلكَ لَعَمْرِي مِنْحَةٌ
مُسْتَحبَّةٌ *** تُؤَلِّفُ مَا بينَ الوَرَى مَع تَبعُّدِ
تَسُلُّ سَخِيماتِ القُلوبِ
وتَزْرَعُ الـ *** ـمَحبَّةَ فيها للفَتَى المُتَجوِّد
وتَخْصِيصُ ذِي عِلمٍ بِهَا
وقَرَابةٍ *** أَبَرُّ ومَنْ بَاهَى بِها اكرَهْ وفنِّدِ
وكُنْ عَالمًا أنَّ
القُضَاةَ ثَلاثةٌ *** فقَاضٍ قمينٌ بالنَّعيمِ المُخلَّدِ
وذَلِكَ مَن بالحَقِّ أصْبحَ
عَالِمًا *** ويَعدِلُ في حُكْمِ القَضَايا فيَهْتَدِي
وقاضٍ بحُكْمِ الحَقِّ
أصْبحَ عَالمًا *** ولكنَّهُ فِيهِ يَجُورُ ويَعتَدِي
وآخَرُ يَقضِي جَاهِلاً فكِلاَهُمَا
*** له النَّارُ فِي نَصِّ الحَدِيثِ المُسددِ