×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ولاَ تَخْشَ فَوْتَ الرِّزقِ فاللهُ ضَامِنٌ *** لكَ الرِّزقَ ما أَبقَاكَ في اليَومِ والغَدِ

أَلاَ إنَّ ذِي الأمْوالِ في الأَرْضِ مِنْحةٌ *** كمِنْحَةِ مَن يجدِي النَّوَال ويَجْتَدِي

بها يُعرَفُ المَرْءُ السَّخِي مِن الفَتَى الـ *** ـبَخيلِ وذُو الأطْماعِ مِن ذِي التَّزَهُّدِ

ويُعرَفُ أَرْبَابُ الأَمَاناتِ عِندَها *** وكُلُّ خَؤُونٍ بالتَّصنُّعِ يَرْتَدِي

يُرِي النَّاسَ أبوابَ التَّزهُّدِ حِلْيةً *** ويَسْعَى لتَحْصِيلِ الحُطامِ المُزهدِ

له وثباتٌ في اكتِسَابِ حُطَامِه *** ولو مَلَكَ الطُّوفانَ لم يَسْقِ مِن صَدِي

تَعَالَى الكَرِيمُ اللهُ عَن أَنْ يُرى لَه *** وَلِيٌّ بَخِيلٌ قَابِضُ الكَفِّ واليَدِ

فشَرُّ خِلالِ المَرْءِ حِرْصٌ وبُخْلُه *** مِنَ اللهِ يُقْصِيهِ فَيَا وَيْل مُبْعَدِ

وإنَّ كَرِيمَ النَّاسِ فِيهِمُ مُحبَّبٌ *** قَرِيبٌ مِن الحُسْنَى بَعِيدٌ مِن الرَّدِي

يُغطِّي عُيُوبَ المَرْءِ فِي النَّاسِ جُودُه *** ويُخَمِّلُ ذِكرَ النَّابِهِ البُخْلُ فَابْعِدِ

فسَارِعْ إلَى كَسْبِ الْمَعَالِي ودَعْ فتًى *** تَوَانَى عن العَليَا لكَسْبِ مصرد

فمَا المَالُ إلاَّ كَالظِّلالِ تَنَقُّلاً *** فبَادِرْ إِلَى الإِنفَاقِ قَبْلَ التَّشرُّدِ

ولاَ تَحْسَبنَّ البَذْلَ يُنقِصُ مَا أَتَى *** ولاَ البُخْلُ جَلاَّب الغِنَى والتَّزَيُّدِ

ولاَ تُوعِيَنَّ يُوعَى عَلَيكَ وأَنْفِقَن *** يُوسِّعْ عَليْكَ اللهُ رِزْقًا وتَرفدِ

فَلا تَدَعَنَّ بَابًا مِن البِرِّ مُغلَقًا *** تلاق غَدًا بَابَ الرِّضَى غَيرَ مُؤْصَدِ

وتَملِيكُ مَالِ المَرْءِ حَالَ حَيَاتِهِ *** بِلاَ عِوَضٍ يدعى هبات التَّجوُّدِ

- وتِلكَ لَعَمْرِي مِنْحَةٌ مُسْتَحبَّةٌ *** تُؤَلِّفُ مَا بينَ الوَرَى مَع تَبعُّدِ

تَسُلُّ سَخِيماتِ القُلوبِ وتَزْرَعُ الـ *** ـمَحبَّةَ فيها للفَتَى المُتَجوِّد

وتَخْصِيصُ ذِي عِلمٍ بِهَا وقَرَابةٍ *** أَبَرُّ ومَنْ بَاهَى بِها اكرَهْ وفنِّدِ

وكُنْ عَالمًا أنَّ القُضَاةَ ثَلاثةٌ *** فقَاضٍ قمينٌ بالنَّعيمِ المُخلَّدِ

وذَلِكَ مَن بالحَقِّ أصْبحَ عَالِمًا *** ويَعدِلُ في حُكْمِ القَضَايا فيَهْتَدِي

وقاضٍ بحُكْمِ الحَقِّ أصْبحَ عَالمًا *** ولكنَّهُ فِيهِ يَجُورُ ويَعتَدِي

وآخَرُ يَقضِي جَاهِلاً فكِلاَهُمَا *** له النَّارُ فِي نَصِّ الحَدِيثِ المُسددِ


الشرح