وبَيعُ عَصيرٍ للمُخَمِّرِ
باطِلٌ *** كَذا عِنبٌ مع كُلِّ عَونٍ لمُفسِدِ
كشمعٍ لشَرابٍ وأكلٍ وجوزة
الـ *** ـقِمَار وشَطَرنجٍ وسَيفٍ لمُعْتَدِ
ودُفِّ ومِزمَارٍ وجَارية
الغنا *** وعودٍ وعن إيجار ذلك فاصدد
كذا بَيْع مَأْمُورٍ بسَعْيٍ
لجُمْعةٍ *** إذَا أذَّن الثَّاني، وعَنهُ الَّذي ابتَدِي
كذا الحُكْمُ فِيمَا ضَاقَ
من وقتِ غَيرِها *** وصحح مِن المَغدُورِ عَنْها بِأَوْطَدِ
ويَحرُم إِيجَارُ الكِلابِ
وبَيعُها *** بغَيرِ خِلاَفٍ عِنْدنا لَمْ يُقيَّدِ
وكُرْهٌ بِلا حَظْرٍ
مُبايَعةُ امْرِئٍ *** تموَّل من حِلٍّ وحَظْر منكدِ
ومَعلُوم حَظْرٍ منه حظر
وحِلّه *** مُباحٌ وفي الشُّبُهاتِ مُبهمه اُعدُدِ
ويَزْدَادُ طَورًا أو
يَقِلُّ اشْتِباهه *** ولكِن دَعْوى المُشْتَرِي الحَظْر فارْدُدِ
ويُكرَهُ بَيعٌ وابْتِياعٌ
بمَوْطنِ الظَّـ *** ـلامات أو غَصْبٌ لقَصْدِ التَّزهُّدِ
وحِكمة بَيْعٍ واشتراءٍ
لِذِي النُّهَى *** توصل ذي فقرٍ إلى كُلِّ مَقصدِ
تَبَاركَ ذُو الأَحْكامِ
والحِكَم الَّتي *** تَحَارُ عُقولُ الخَلْقِ فِيها فتَهْتَدِي
ففِي كُلِّ شَيءٍ حِكمةٌ
ودلاَلةٌ *** لدَاعٍ عَلى تَوحِيدِه والتَّفرُّدِ
أبَاحَ اكتِسابَ المَالِ مِن
سُبلِ حله *** فكانَ إلى تَحْصِيلِه خَيرُ مُرشِدِ
فمِن حِكَمِه إِبداؤُنَا
وأُمُورنا *** ذَوَات ارْتِباطٍ لاَ ذَوَات تَوَحُّدِ
فكُلُّ امْرِئٍ لاَ
يَستَقِلُّ بِأمْرِه *** فسَنَّ لنَا سُبلَ التَّعاوُنِ فَاهْتدِ
فَطَوْرًا بتَوْكيلٍ وطورًا
بأُجْرةٍ *** مُعيَّنةٍ فِي فِعْلِ شَيْءٍ مُقيَّدِ
وطَوْرًا أبَاحَ الجَهلَ
عِندَ تَعذُّرِ التـَّ *** ـعين ومن هذا المُضَارَبة اُعدُدِ
إليه انْتَهى الأَسْبابُ في
كُلِّ كَائنٍ *** ومِنهُ جَميعُ الأَمْرِ يُنهِي ويَبتَدِي
- يعلق أطماع الأَنَامِ
بمَكْسَبٍ *** له يَرْكَبُون الهَوْلَ فِي كُلِّ مَقصِدِ
يَهُونُ علَى هَذا اقْتِحامٌ
بنَفْسِه *** وهذا بمالٍ رَغبةً في التَّزَيُّدِ
ليَأتِيَ بِأرزَاقٍ يَعِزُّ
حُصُولُها *** إلى عَاجِزٍ عَنْها ضَجِيعٍ بمَرْقَدِ
فسُبحَانَ مَنْ أَبْدَى فَأَتْقَنَ صُنعَه *** وجَلَّ تَعَالى عَن أَبَاطِيلِ مُلحِدِ