من السنة
الغراء أو من كتاب من *** تقدَّس عن قول الغواة وجُحَّد
وَمِنْ
قَوْلِ أَهْلِ الفَضْلِ مِنْ عُلَمَائِنَا *** أَئِمَّةِ أَهْلِ
السِّلْمِ مِنْ كُلِّ أَمْجَدِ
لَعَلَّ
إِلَهَ العَرْشِ يَنْفَعُنَا بِهَا *** وَيُنْزِلُنَا فِي الحَشْرِ
فِي خَيْرِ مَقْعَدِ
*****
وهذا النَّظمُ يُؤخذُ من الكِتابِ والسُّنَّة،
والسُّنَّة ما جاء عن الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم من الأحاديث، أو من كَلامِ
اللهِ عز وجل وهو القرآنُ الكَريمُ، فهذه المَنظومَةُ مأخوذةٌ من الوَحيينِ، من
الكِتابِ والسُّنَّةِ، وليست مأخوذة من كَلامِ النَّاسِ أو من عاداتِ النَّاس أو
تَقالِيد الناسِ، وإنما هي مأخُوذةٌ من النَّبعِ الصَّافي، من كتابِ اللهِ وسُنَّة
رَسولِهِ صلى الله عليه وسلم. فهذا يَدلُّ على أهمِّيَّتِها، وأنها ليس فيها حَشوٌ
من الكَلامِ، وإنما هي مَضمونُ آياتٍ أو مضمون أحاديثَ من أحادِيثِ الرَّسولِ صلى
الله عليه وسلم، أو من كلامِ أهلِ العِلم.
من كلامِ عُلمائِنا:
يعني الحَنابِلَة؛ لأنَّها مَنظومَةٌ على مَذهَبِ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبل رحمه
الله، فَقوله: «مِنْ عُلمَائِنَا»؛ يعني عُلماء الحنَابِلَة. «أَهْلِ السِّلْمِ»؛
يعني أهل الإسْلام.
«لَعَلَّ إِلَهَ
العَرْشِ»؛ وهو اللهُ سبحانه وتعالى، والعَرشُ في اللغَةِ هو سَريرُ المُلكِ، وأما
العَرشُ المَقصودُ هنا فَهو عَرشُ الرَّحمنِ سبحانه وتعالى، وهو مَخلوقٌ عَظيمٌ،
هو أعظمُ المَخلوقاتِ، وهو فَوقَ السَّماواتِ، وهو سَقفُ الجَنَّةِ وأعلى
الجَنَّةِ، وهو أعلى المَخلوقاتِ وأعظَمُها، ولهذا أضافَهُ اللهُ لِنفسِه، قال: ﴿رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [النمل: 26]، ﴿رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ﴾ [المؤمنون: 116]،
وصفَهُ بالكَرمِ وبالمَجدِ وبالعظَمَةِ، مما يدلُّ على شَرفِ هذا العَرشِ؛ لأنه
مَوضعُ استواءِ الرَّبِّ سبحانه وتعالى كما قال تعالى: ﴿ٱسۡتَوَىٰ عَلَى