وَكُلُّ
نَبِيٍّ لِلأَنَامِ وَضُوعِفَتْ *** لأَِشْرَفِ مَخْلُوقٍ بِأَشْرَفِ مُحْتَدِ
وَأَصْحَابُهُ
وَالغُرُّ مِنْ آَلِ هَاشِمٍ *** وَمَنْ بِهُدَاهُمْ فِي الأَعَاصِيرِ يَهْتَدِي
*****
«صَلاَةً لَنَا
تَقْضِي بِفَوْزٍ مُؤَبَّدِ»؛ لأنَّ الصَّلاةَ والسَّلامَ على الرَّسولِ فيهما أجْرٌ
عَظيمٌ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» ([1])، يضاعِفُ اللهُ
ثَوابَ الصَّلاةِ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَشرِ صَلواتٍ مِنْ عِندِ اللهِ
عز وجل.
«صَلاَةً لَنَا»؛ صَلاَةً
وَسَلاَمًا؛ لأنَّ اللهَ قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ
تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56] ؛ فتَجمَعُ بين الأمْرينِ: صلى الله عليه
وسلم. «تَقْضِي بِفَوْزٍ مُؤَبَّدِ»؛ الصَّلاةُ عَلى الرَّسولِ فيها ثَوابٌ عظيمٌ
لمن صَلَّى عليه.
لما صلَّى على
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلى جَميعِ النَّبيينَ عليهم الصَّلاة
والسَّلامُ، وهذا حقٌّ لهم علينا، أننا نُصلِّي عليهم عندَ ذِكرِهم. وضُوعِفَتِ
الصَّلاةُ على الرَّسول صلى الله عليه وسلم أكثرَ من غَيرِه؛ لأنَّهُ أفضلُ من
غَيرِه.
ثم بَعدَما صلَّى
على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على أصْحابِهِ، والأصحابُ: جَمعُ صَاحبٍ
أو صَحابِي، والصَّحابِيُّ هو من لَقِيَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم مؤمنًا بهِ
ومَات عَلى ذَلكَ، هذا هو الصَّحابِيُّ بهذه الشروط:
أن يَلقَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حتى لو لَم يَرَه؛ بأن كان أعْمَى، إذا لَقِي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم - ولو لم يَرَه بعينه - مُؤمنًا به، فلو لَقِيه وهو غَيرُ مُؤمنٍ به ثُمَّ أسْلمَ بعد مَوتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لا يُعد صحابِيًّا. لا بد أن يموتَ على ذلك،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (384).