وَأَشْهَدُ
أَنَّ اللهَ لاَ رَبَّ غَيْرُهُ *** وَأَسْأَلُهُ عَفْوًا وَإِتْمَامَ مَا ابْتُدِي
*****
يعني ولمْ يَرتَدْ،
فإذا ارتَدَّ ومات من غَيرِ تَوبةٍ بَطُلَتْ صُحبَتُه وبَطُلَتْ سَائرُ أعمالِه.
«وَالغُرُّ»؛ المرادُ بهم
أقارِبُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، لما صلَّى على الصَّحابَةِ عُمومًا صلَّى
على قرابَةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم خُصوصًا، وهم آلُه وأهلُ بَيتهِ.
«مِنْ آَلِ هَاشِمٍ»؛ هذا تَفسيرٌ لآلِ
مُحمَّدٍ؛ وهم آلُ هَاشِم بن عبْدِ مناف. وبَعضُهم يُلحِقُ بهم آلَ المُطَّلِب بن
عبد مناف؛ لأنَّ آلَ المُطَّلِبِ لازموا الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم وصاروا
معَهُ وانحازُوا معَهُ، وصبروا مَعه على الأذَى الحَاصلِ من قُريش، فَصار لهم من
الحَقِّ مثلُ ما لآلِ هَاشِم؛ لأن عبد مناف له أرْبَعَة أولاد: هاشم الذي هو جَدُّ
الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، والمُطَّلِبُ الذي هو جَدُّ آل المطَّلِبِ، وعبد
شمس الذي هو جَدُّ بني أميَّةِ، الذين منهم عُثمان بن عفان، ونَوفَل جدُّ بني
نَوفَل الذين منهم جُبيرُ بنُ مُطعَم.
«وَمَنْ بِهُدَاهُمْ
فِي الأَعَاصِيرِ يَهْتَدِي»؛ لما صَلَّى على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصَلَّى
على أصْحابِهِ وعلى قَرابَتِه، صلَّى على كُلِّ من اتَّبَعَه إلى يومِ القِيامَةِ.
ثم لما حَمِدَ اللهَ
وَأثْنَى عليه، وصلَّى على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، أتَى بالشَّهادَتينِ:
شَهادةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ، ومعناها: لا مَعبُودَ بِحقٍّ إلاَّ اللهُ، فَتُقر
وتَعتَرفُ بِلسانِكَ وتَعتقِدُ بِقلبِكَ أنه لا مَعبودَ بِحقٍّ إلاَّ اللهُ، وأن
كُلَّ مَعبودٍ سِواهُ فَهو بَاطلٌ، ثم تَعبُدُه حَقَّ عِبادَتِه.