×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

فَقَدْ قَرَنَ اللهُ الزِّنَا بِدُعَا الفَتَى *** مَعَ اللهِ رَبًّا فِي العَذَابِ مُخَلَّدِ

*****

«الآرَابَ»؛ يعني الأعْضاء، جَمع أَرَب، «كُلٌّ لَهُ زِنا»؛ كلٌّ من الأعضاء له زنا كَما جاءَ في الحَديثِ، «وَلَكِنَّ زِنَا الفَرْجِ الكَبِيرَةُ فَاعْدُدِ»؛ أي ولكن أعْظمَ الزِّنا زنا الفَرجِ.

وهذا في آخِر «سورة الفرقان»: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ [الفرقان: 68]، فقَرَنَ الزِّنا مع الشِّركِ ومع قتلِ النَّفسِ، وتوَعَّد على هذه الذُّنوبِ بالعذاب الأليم: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا ٦٨ يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا ٦٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّ‍َٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا[الفرقان: 68- 70].

سأل ابنُ مسعود رضي الله عنه رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟»، قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»، قَالَ: «ثُمَّ أَيُّ؟»، قَالَ: أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ»، قَالَ: «ثُمَّ أَيُّ؟»، قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ» ([1]).

فأنزل اللهُ هذه الآيَةَ: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ [الفرقان: 68]، فقرَنَ اللهُ الزِّنا معَ الشِّرك ومع قَتلِ النَّفس، ممَّا يدُلُّ على تَناهي فُحشِه وعَظيمِ خَطرِه.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (4477)، ومسلم رقم (86).