×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

فمَنْ يَشْتَهِرْ فِيْهِ ويَكْثِرْ ويَتَّخِذْ *** لَهُ قَيْنَةً لَمْ يُعْتَبَرْ مَعَ شُهَّدِ

ولا بَأْسَ بالشِّعْرِ المُباحِ وحِفْظِهِ *** وَصَنْعَتِه مَنْ ذَمَّ ذَلِكَ يَعْتَدِي

*****

أَنَّه في هذه الأَحْوالِ مُحرَّمٌ عند الجميع، فإذا كان فيه تطريبٌ ووصفٌ للنِّساءِ والخدود والقدود والعِشْقُ والغرامُ كما هو الموجودُ الآن في الإِذاعات وعند المُطْرِبين والمُطْرِباتِ، هذا لا شكَّ في تحريمه؛ لمَا يشتمل عليه من الشرِّ العظيمِ والفتنةِ الكبيرةِ.

وللإِمامِ ابْنِ الْقَيِّمِ كتابٌ اسْمُهُ «السّماع الكبير» قدْ طُبع، وكذلك لشيخِه شَيْخِ الإِسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ فتاوى في هذا الموضوع في «مجموع الفتاوى» في حكم الغِناءِ، وذكَره أيضًا ابْنُ الْقَيِّمِ في «إغاثة اللهفان» في بابٍ خاصٍّ، لا شكَّ أَنَّ هذا النَّوعَ حرامٌ، لمَا يشتمل عليه من المُنكراتِ.

هذا الخلافُ في حقِّ مَنْ لم يُداومْ عليه، أَمَّا مَنْ داوم عليه وعُرف به وصار حِرْفةً له، فهذا يُفسِّقونه ولا يقبَلون شهادتَه.

الشِّعْرُ النَّزيهُ المفيدُ لا بأْسَ به، وهو الذي يشتمل على اللُّغةِ العربيَّةِ، وعلى الأَمْثال والحِكَمِ، والفوائِدِ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا» ([1])، وكان يستمع إِلى الشُّعراءِ، ما اسْتمع إِلى حَسَّانٍ، واسْتمع إِلى كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ، واسْتمع إِلى الخَنْسَاءِ.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (4851) عدا قوله: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً فأخرجها: ابن ماجه رقم (3755).