قُتل وصُلب ويظهرون
صورتَه، ويُعلِّقونها في رقابهم، وينصبونها على كنائِسهم، فالأَصْلُ أَنَّ هذا هو
أَصْلُ الصَّليب، أَنَّهم يزعُمون أَنَّه صورةُ المَسِيْحِ مصلوبًا بعد أَنْ قُتل،
ثمَّ يقولون: بعد الصُّلب دُفن، ثمَّ قام مِن القبر، وصعِد إِلى السَّماءِ.
والقصدُ من هذا عندهم: أَنَّ المَسِيْحَ أَراد أَنْ يُفْدِيَ بني آدَمَ مِن
خَطيئَةِ أَبِيْهم آدمَ ويُسمُّونه الفِداءَ قدَّم نفسَه فِداءً مِن أَجْل أَنْ
يُخلِّصَهم، ولذلك يُسمُّونه المُخلصَ، مِن أَجْل أَنْ يُخَلِّصَهم مِن خطيئَةِ
أَبِيْهم آدَمَ أَوْ مِن ذُنوبِهم، وهذا ممَّا دسَّه اليَهُودُ عليهم أيضًا، ثمَّ
لمَّا حصَل المقصودُ قام مِن قبره، وصعِد إِلى السَّماءِ؛ لأَنَّهم يزعُمون أَنَّه
هو اللهُ، أَوْ هو ابْنُ الله، أَوْ ثالثُ ثلاثةٍ، يزعُمون ذلك، ولذلك لمَّا خلَّص
الأُمَّةَ مِن الخطيئَةِ قامَ مِن قبره وصعِد إِلى السَّماءِ إِلى أَبِيْه، كما
يزعُمون - تعالى الله عن ذلك، هذا أَصْلُ الصَّليب، وهذه مخاريقُ النَّصارى
واخْتِراعاتُ النَّصَارَى في دِيْنِهم، والعياذُ بالله.
نَصْبُ الصَّليب
أَوْ لُبْسُه هذا مُنكَرٌ فيجب كسرُه؛ لأَنَّه مُنكَرٌ، ومَنْ كسَّره فلا ضمانَ
عليه.
«ولا إِنَا لُجَيْنٍ» ولا ضمانَ في كسر الإِنَاءِ المُحرَّمِ، كالإِناءِ مِن الذَّهبِ أَوِ الفِضَّةِ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ» ([1])، وقال: «لاَ تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلاَ تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا؛ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الآْخِرَةِ» ([2])
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2065).