وآلةِ
تَنْجِيْمٍ وسِحْرٍ ونَحْوِهِ *** وكُتْبٍ حَوَتْ هذا وأَشْبَاهَهُ اقْدُدِ
*****
ولو على المدى
البعيدِ، والشَّيْطانُ لا يَيْأَسُ إِذا رَأَى في النَّاس قُوَّةً وصلابةً ودينًا
سكتَ ينتظر، فإِذا ضعُف المسلمون ومات العلماءُ فإِنَّه يدِبُّ إِلَى المجتمع
ويُزيِّن لهم ويُوقعُهم في الشِّرْك، ولو على المدى البعيدِ؛ لأَنَّه لا يَيْأَسُ.
وإِنَّما يُستثنى التَّصْويرُ الضَّرورِيُّ للبِطاقة الشَّخْصية أَوْ رُخْصَةِ
القيادة ونحوِ ذلك مِن الضَّرورات؛ لقوله تعالى: ﴿وَقَدۡ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيۡكُمۡ إِلَّا مَا
ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَيۡهِۗ﴾ [الأنعام: 119].
«وآلة تَنْجيمٍ» والتَّنْجيمُ هو
نسبةُ الحوادثِ الأَرْضيَّةِ إِلى الأَحْوالِ الفَلَكِيَّةِ، كأَنْ يقولَ: إِذا
طلَع النَّجْمُ الفُلانيُّ يحصُل كذا وكذا، إِذَا غاب النَّجْمُ الفلانيُّ يحصُل
كذا وكذا، فيعتقد في النُّجوم أَنَّها هي التي تُسبِّبُ الحوادثَ في الأَرْضِ،
أَوْ الحروبَ، أَوْ غلاءَ الأَسْعار أَوْ غيرَ ذلك، هذا هو التَّنْجِيْمُ كما كان
في قومِ إِبْرَاهِيْمَ عليه السلام، كانوا يعبُدون الكواكبَ ويعتقدون أَنَّها
تُدبِّر في هذا الكونِ، وينصبون لها التَّماثيلَ على صُوَرِها ويعبُدونها، ثُمَّ
بقِي هذا في بني آدَمَ. فالتَّنْجيمُ: هو الاعتقادُ في النُّجُومِ، أَنَّها
تُؤَثِّرُ في الحوادث.
وقوله: «وسِحْر»
السِّحْرُ مِن عملِ الشَّياطين وتعليمِهم. قال تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ﴾ [البقرة: 102]،
فالسِّحْرُ كفرٌ تعلُّمُه وتعليمُه وعملُه، والسِّحْرُ يُتلف إِذا عثُر عليه،
وكذلك صُوَرُ السِّحْر مثلُ الطَّلاسم التي يكتبونها والحروف المقطعة، كلُّ هذا
مِن أَنْواعِ السِّحْرِ، فيجب إِتْلافُ هذه الأَشْياءِ، فمَنْ عثُر على السِّحْر
أَوْ أَدَواتُه فإِنَّه يجب إِتْلافُه، إِنْ كان له سُلْطَةٌ يُتْلِفُها بيَدِه، وإِنْ
لَمْ يَكُنْ له سُلْطةٌ فإِنَّه يُبلِّغها للسُّلْطة لتَقْضِيَ عليها.