وشَقِّ
ظُروفِ الخَمْرِ والدَّنِّ مطلقًا *** وإِنْ نفعتْ في غيره في المُؤَطَّدِ
ويحرُم
مِزْمارٌ وشبَّابةٌ وما *** يُضاهِيْهِما مِنْ آلةِ اللَّهْوِ والرَّدِ
*****
خسارةً هائِلةً، فالمُقامِرُ إِمَّا أَنْ
يُصْبِحَ غنيًّا في لحظةٍ، وإِمَّا أَنْ يُصبِحَ فقيرًا مدقعًا في لحظةٍ، هذا هو
القِمار، فإِذَا كان هناك أدواتٌ تُستخدم للمُقامرةِ فإِنَّها تُتْلَفُ؛ لأَنَّها
وسائِلُ فسادٍ.
وكذلك مما يُتلف
أَوْعِيَةُ الخَمْرِ القواريرُ إِذا كان الخَمْرُ في قواريرَ أَوْ في قِرَبٍ أو
أَسْقِيَةٍ أَوْ في دِنانٍ يعني أَوَانِي، وكلُّ ما يُجعل فيه الخَمْرُ من
الأَوْعِيَةِ فإِنَّه يجب إِتْلافُه؛ لأَنَّه لمَّا نزَل تحريمُ الخَمْرِ خرَج
الصَّحابةُ إِلى دِنانِ الخَمْرِ فشقُّوها في الشَّوارع وسالتِ الخَمْرُ في
الشَّوارع؛ تنفيذًا لأَمْرِ اللهِ سبحانه وتعالى ([1])، فدلَّ على أَنَّ
شقَّ دِنانِ الخَمْرِ ليس فيه ضمانٌ؛ لأَنَّه إِزالةُ مُنكَرٍ، فإِذا عثَر
المسلمون على خَمْرٍ فيجب إِتْلافُه وإِتْلافُ أَوْعِيَتِه ومُعدَّاتِ تَصْنِيْعِه
ولا ضمانَ فيها، وإِنْ كان يُنتفع بها بعد ذلك، فإِنَّها يجب إِتْلافُها؛ لأَنَّ
هذا فيه تأْديبٌ لأَصْحابِها، وفيه رَدْعٌ لهم، فلا هوادةَ في هذه الأُمورِ.
تحرُم كلُّ آلاتِ اللَّهْوِ مِن المعازف والمزاميرِ بجميع أَنْواعها والطَّنابيرِ كلِّها، وما يسمُّونه الآن الفُنونَ وهي في الحقيقة فنونٌ خبيثةٌ، فهذه كلُّها تُتْلَفُ، آلاتُ اللَّهْو بجميع أَنْواعها، آلاتُ الأَغاني والمزاميرُ بجميع أَنْواعها وكلُّ ما حدَث شيءٌ منها فإِنَّه يُتلف؛ لأَنَّها يُستعان بها على الباطل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4620).