عَلَى
غَيْرِ مَنْ يَقْوَى عَلَى دَحْضِ قَوْلِهِ *** وَيَدْفَعُ
إِضْرَارَ المُضِلِّ بِمِذْوَدِ
*****
سَواء كانُوا
يَكتُبُونَ هذا فِي الجَرائِدِ، أو يُلْقُونَهُ فِي القَنَواتِ الفَضائِيَّةِ، أو
يَتكلَّمُونَ بِه فِي المَجالِسِ. هؤلاءِ تَجِبُ مُحارَبتُهُم؛ لأَِنَّهُم
يَنشُرونَ الفَسادَ، والَّذِي يَدعُو إِلَى البِدَعِ، ويَدعُو إِلَى البِناءِ
عَلَى القُبُورِ، ويَقُولُ: هَذِهِ أُمورٌ مِنْ تَعظِيمِ الصَّالِحِينَ، وَهَذا
مِنْ حَقِّ الصَّالِحِينَ عَلَيْنَا، وهَذِهِ مَحبَّةٌ للصَّالِحينَ: أَنَّنا
نُخَلِّدُ ذِكْرَاهُم، ونَبْنِي عَلَى قُبُورِهِم؛ لأَنَّ هذا فِيهِ تَخلِيدٌ
لذِكْراهُم. وَما أَكْثَرَ هؤُلاءِ الَّذِينَ يُرَوِّجُونَ لِوَسائِلِ الشِّرْكِ
والبِدَعِ، ويَدعُونَ إِلَيْها، هَؤُلاءِ يَجِبُ هَجرُهُم والابتعادُ عَنْهُم،
والَّذِي يَدعُو إِلَى عَقِيدةِ المُعتَزِلَةِ، أو عَقِيدَةِ الأشاعِرَةِ، أو
عَقِيدةِ الجَهمِيَّةِ أَشَدُّ، هَؤُلاءِ ضُلاَّلٌ يَجِبُ هَجرُهُم، والَّذِي
يَدعُو إِلَى عَقِيدةِ المُرجِئَةِ، وَيَقُولُ: إنَّ الأعمالَ لا تَدخُلُ فِي
الإيمانِ، أَنَّهُ يُمكِنُ الإنسانُ أَنْ يَكُونَ مُؤمِنًا، ولَوْ ما عَمِلَ
شيْئًا مِنَ الطَّاعاتِ، هَؤُلاءِ أَهلُ ضَلالٍ يَجِبُ هَجرُهُم والابتِعادُ
عَنْهُم والتَّحذِيرُ مِن أقْوَالِهِم.
الَّذِي يَقْوَى
عَلَى الرَّدِّ عَلَيْهِمْ، ويُجالِسُهُم لأجْلِ الرَّدِّ عَلَيْهِمْ
ومُناظَرَتِهِمْ وَرَدِّ شُبَهِهِمْ، هذا لا بأسَ أَنَّهُ يَجْلِسُ مَعهُم،
ويُناظِرُهُم، وَيرُدُّ عَلَيْهِمْ، إِمَّا فِيما بَينَهُ وَبَيْنَهُم، أو
عَلانِيَةً فِي مُناظراتٍ تُعقَدُ، ويكونُ الَّذِي يَتولَّى الرَّدَّ عَلَيْهِمْ
قادِرًا عَلَى دَفْعِ الشُّبَهِ، وَإِقامةِ الأدِلَّةِ وَدَحْضِ الباطِلِ، فَهذا
لا يَهجُرُهم، بل يُقابِلُهُم ويَرُدُّ عَلَيْهِمْ، أمَّا الَّذِي لَيْسَ عِندَهُ
اسْتِعدادٌ لِهَذا الأَمْرِ فإنَّهُ يَبتَعِدُ عَنْهُم؛ لِئَلاَّ يُصِيبُوه
بِعَدْوَاهُم وَشَرِّهِمْ.
وقَولُهُ: «بِمَذْوَدِ» يَعْنِي: بِلِسانٍ قَوِيٍّ وَحُجَّةٍ دامِغَةٍ، فالَّذِي عِندَهُ استِعْدادٌ لِقَمْعِ باطلِهِم والرَّدِّ عَلَيْهِمْ يُخالِطُهُم، يُجالِسُهم، ويَرُدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ