وَسُنَّةٌ
اسْتِئْذَانُهُ لِدُخُولِهِ *** عَلَى غَيْرِهِ مِن أَقْرَبِينَ وَبُعَّدِ
ثَلاَثًا
وَمَكْرُوهٌ دُخُولٌ لِهَاجِمِ *** وَلاَ سِيَّمَا مِنْ سَفْرَةٍ وَتَبَعُّدِ
*****
فهَذِهِ أَرْبعةُ
مَواضِعَ:
المَوضِع الأوَّل: المُبتَدِي
مُخَيَّرٌ بَينَ التَّعرِيفِ والتَّنكِيرِ.
الثَّانِي: الَّذِي يُسَلِّمُ
عَلَى الأَمْواتِ.
الثَّالِث: الَّذِي يُودِّعُ
المَجلِسَ.
الرَّابِعُ: الَّذِي يَرُدُّ
السَّلامَ. هَؤُلاءِ الثَّلاثةُ: الأفضلُ فِي حَقِّهِمُ التَّعرِيف
كَذلِكَ مِن
المَواضِعِ الَّتِي يُشرَعُ فِيهَا السَّلامُ: إذا أرادَ أَنْ يَستأذِنَ عَلَى
أهْلِ بَيْتٍ، قالَ الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ
بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ﴾ [النور: 27]، فإذا
أَرادَ أَنْ يَستأذِنَ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ فَإِنَّهُ يَستَأْنِسُ بِمَعنَى أنَّهُ
يَعمَلُ شيئًا يَطمَئِنُّ به مَنْ فِي البَيْتِ كالنَّحنَحَةِ، وكَالتَّسبِيح
والتَّهلِيل والتَّكبِيرِ يُطَمئِنُهُم ثُمَّ يُسَلِّمُ، فَيقولُ: السَّلامُ
عَلَيْكُمْ، أَأدْخُلُ؟ السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَأدخُلُ؟ ثلاثَ مَرَّاتٍ، فإنْ
أُذِنَ لَه، وإلاَّ فَإَنَّهُ يَرجِعُ.
«مِنْ أَقْرَبِينَ» حَتَّى أَهْلِ
بَيتِهِ وأقاربِهِ وأَهلِه يَستأذِنُ عَلَيْهِمْ؛ لِئَلاَّ يَفْجَأَهُم، وهُم
عَلَى حالَةٍ لا يَرْضَوْنَ أَنْ يَراهُم عَلَيْها.
«وبُعَّدِ» أوْ كَانُوا
أَجانِبَ، لَيسُوا مِن أَقارِبِهِ، فَهذا مِن بابِ أَوْلَى.
مَكرُوهٌ أَنْ
يَدخُلَ بِدُونِ اسْتِئْذانٍ وبِدُونِ سَلامٍ، ولا سِيَّما إذا كانَ قادمًا مِنْ
سَفَرٍ، فلا يَدخُلْ عَلَى أهلِهِ وزَوجتِهِ؛ حَتَّى يَكُونَ عِندَها خَبرٌ قبلَ
دُخُولِهِ؛ لأجلِ أنْ تَتهَيَّأَ، ولا يُفاجِئْها وَهِيَ عَلَى حَالَةٍ لا تَرْضَى
أنْ يَراها عَلَيْها.