×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

فَلاَ تَسْمَعِ التَّهْوِيلَ مِنْ كُلِّ مُفْتَرٍ *** وَكَذِّبْ بِأَحْكَامِ المُنَجِّمِ وَارْدُدِ

وَصَلِّ صَلاَةً لِلكُسُوفِ فَإِنَّهَا *** لَأَثْبَتُ مَا يَرْوِي لَنَا كُلُّ مُسْنَدِ

وَمَنْ تَبْدُ مِنْهُ سَحْرَةٌ كَرُكُوبِهِ *** الجَمَادَ فَتَسْرِي تَحْتَهُ كَعَمْرَدِ

*****

الجاهِليَّة من أن الكُسوفَ والخُسوفَ عَلامة عَلى مَوتِ عَظيم أو وِلادَة عَظيمٍ، فهذا من اعْتقادِ الجَاهليَّة، ولهذا لمَّا ماتَ ابنُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إبْراهيمُ صَادفَ اليومَ الذي ماتَ فيه أن كُسِفَت الشَّمسُ، فقالوا: كُسفَت الشَّمسُ لمَوتِ إبراهيمَ، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمَا ذَلِكَ فَصَلُّوا، وَادْعُوا حَتَّى يَنْكَشِفَ مَا بِكُمْ».

احكُمْ ببُطلانِ أقوالِ المُنجِّم في الكُسوفِ والخُسوفِ، ولا تَعتَبرْها شَيئًا، اعْتبِرها باطلاً وقولاً عَلى اللهِ بغَيرِ عِلمٍ، واللهُ جل وعلا يَقول: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ [فصلت: 37].

الذي نَعمَلُه عند الكُسوفِ هو الصَّلاةُ والدُّعاءُ والاسْتغفارُ والصَّدقةُ، كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا، وَادْعُوا حَتَّى يَنْكَشِفَ مَا بِكُمْ»، كما صَحَّتْ بذلك السُّنَّةُ عن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قولاً وعَملاً، وصَلاةُ الكُسوف سُنَّةٌ مُؤكَّدَة.

يَركَبُ الساحِرُ شيئًا من الجَمادِ من الحَديدِ أو مِن الخَشبِ فَتطيرُ به في الهَواءِ، والذي طارَ بهِ شَيطانٌ.


الشرح