وَيُشْرَعُ إِيكَاءُ
السِّقَا وَغَطَا الإِنَا *** وَإِيجَافُ أَبْوَابٍ وَطَفْوُ المُوقَدِ
وَتَقْلِيمُ
أَظْفَارٍ وَنَتْفٌ لِإبِطِهِ *** وَحَلْقًا أَوِ التَّنْوِيرُ لِلعَانَةِ أَقْصُدِ
*****
«وَيُشْرَعُ
إِيكَاءُ السِّقَا»؛ السِّقَا: هو الذي يُجعلُ فيه المَاءُ؛ القِربَة أو ما
يَقومُ مَقامَها من الأشْياء، كُلُّها تُغلَق إذا كان فيها شَرابٌ ولا تُترَك
مَفتُوحة؛ لأنَّ هذا يُسبب تَسمُّمَها، وأن يدخُلَ فيهَا أشياء ضَارَّةٌ
بالصِّحَّةِ.
«وَإِيجَافُ
أَبْوَابٍ»؛ هذا مِن السُّنَّةِ ومِن عَمل الحَيطَةِ، والأخْذِ بالأسْبابِ
الوَاقيَةِ، والشَّرعُ ما تَركَ شَيئًا إلاَّ بَينَه للناسِ، فلا تُتركُ الأبوابُ
مَفتوحَةً عند النَّوم.
«وَطَفْوُ المُوقَدِ»؛ وكَذلكَ النَّار،
ولو كَانت يَسيرَةً تُطفأ عندَ النَّوم؛ لأنَّ بيتًا احتَرقَ على أهلِهِ في زمَنِ
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
هَذِهِ النَّارَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَأَطْفِئُوهَا» ([1])، فإذا أراد أن
يَنامَ الإنْسانُ وفي بيتِهِ نَارٌ ولو سِراجٌ، فإنَّه يُطفئُهَا خَشيَةً مِن
خَطَرها.
كذلك من خصالِ الفِطرَةِ، وممَّا جاءَ الشَّرع بأخذِه، نَتفُ الآبَاطِ؛ لأنَّها إذا طالَت تَلبَّد عَليها العَرقُ والرَّوائحُ الكَريهَة فَتُنتَف؛ لأنَّ النَّتْف أحْسن لها، وإنْ حُلِقَت فلا بَأسَ، ولكِنَّ النَّتفَ أحْسنُ لأنَّ الحَلق يُقوِّي الشَّعر فَتنبُت قَويَّة، أما إذا نَتفْتَها فإنَّها لا تَكون قَويَّة، وكذلكَ حَلقُ العَانَة، وهي ما يَكونُ حَول القُبُل من الشَّعرِ الخَشِنِ، فتؤخَذُ العَانَة بالحَلقِ أو بالإزَالَةِ بِأيِّ شيءٍ، بالنَّورَة أو بالمَوادِّ المُزيلَة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6294)، ومسلم رقم (5936).