×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَقُلْ وَعَلَيْكُمْ إِنْ يُسَلِّمْ بَعْضُهُمْ *** مُجِيبًا وُجُوبًا لاَ تُجِزْهُ لِمُبْتَدِ

وَلاَ تَسْأَلَنْ عَنْ حُكْمِ أَطْفَالِهِمْ *** وَإِنْ سُئِلْتَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمُفْسِدِ

*****

وإذا كان يُخافُ من اتِّخاذِ الكُفَّار الأصْليينَ بِطانَةً ومُستشارِين، وخاصَّة لولاةِ الأمُورِ ولِغيرِهم؛ لأن الشَّارع يَنهى عن ذَلك، فمن بَاب أولى المُرتدُّونَ والمُنحرفُونَ، كالعَلمانِيينَ والحِداثِيين، فلا يجوز تَمكِينهم منَ المَناصبِ الحَسَّاسة وَتقديمُهُم؛ لأنَّهم يَضرُّون المُسلمِين، ويقدِّمون مَن كَان على شَاكلَتِهم، ويكيدونَ للمُسلمين فَيجبُ الحَذرُ من هؤلاءِ الخَونَة والمُرتدِّين والمُنحرِفين، أشدَّ ممَّا يُخاف من الكُفَّار الأصْليين.

كذلك مِن التَّعامُلِ مع الكُفَّار خُصوصًا اليَهودِ والنَّصارى، أنَّهم لا يُبدؤونَ بالسَّلامِ، ولكن إذا سَلَّموا يُردُّ علَيهِم، فيُقال: وعَليكُم. لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلاَمِ، وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ» ([1]). فهذا مما يُعَامَلُ به الكُفَّار من اليَهودِ والنَّصارَى وغَيرِهم، أنَّنا لا نَبدَأهم بِالسَّلام، ولكن إذا سَلَّمُوا نَردُّ عَليهم بأن نَقولَ: وعَلَيكُم.

أطْفالُ الكُفَّار هَل هُم مِن أهْلِ النَّار أو مِن أهْل الجَنَّة، الوَاجبُ التَّوقُّفُ فِيهم، وأن تقول: اللهُ أعْلَم، لا أدْرِي، هَل هُم من أهْلِ النَّار أو مِن أهْلِ الجَنَّة؛ لأن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم لما سُئل عنهم قال: «اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» ([2])، فَيفَوَّضُ أَمرُهم إلى اللهِ، فلا نَحكُم عَليهِم بِنارٍ، وَلا نَحكُم لَهم بِجَنَّة.


الشرح

([1] بدايته أخرجه: مسلم رقم (2167)، وآخره أخرجه: ابن ماجه رقم (3699).

([2] أخرجه: البخاري رقم (1384)، ومسلم رقم (2658).