لاَ
تَمْنَعَنْ مِنْ رُؤْيَةِ المَيِّتِ أَهْلَهُ *** وَتَقْبِيلِهِ
فِعْلُ المُحِبِّ المُجَوِّدِ
وَتَعْزِيَةُ
المَرْءِ المُصَابِ فَضِيلَةٌ *** يُدَلُّ عَلَيْهِ بِالحَدِيثِ المُؤَيِّدِ
*****
يُباح لأهل المَيِّت
أنَّهم يَنظرونَ إليهِ، بَعد مَوتِه، ويباحُ لهم تَقبيلُه أيضًا بموجَبِ المَحبَّة
والوَداعِ، وقد قبَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون رضي الله عنه
بعد موته ([1])، وقبَّل أبو بكر
الصديق رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعد مَوتِه ([2])، فدَلَّ على أنه لا
بأسَ لقَريب المَيتِ أن يُقبِّله بعد موتِه؛ لتطِيب نَفسُه وخاطره.
تَعزيةُ أهل
المَيِّت سُنَّة، إذا لَقيتَ المُصابَ الذي مات به مَيِّتٌ تُعزيه؛ سواءً قبل
الدفْنِ أو بعد الدَّفنِ، وسواءً لقيتَهُ في المَقبرَة، أو في بَيتِه، أو في
المَسجِد، أو في مَحَلِّ عملهِ فإنك تُعزِّيه، وإذا لم تلتقِ به، فإنَّك تُكلِّمه
في وسائلِ الاتِّصال وتُعزيه تَطييبًا لخاطِره، فتقول: أعْظمَ اللهُ أجْرَك وجَبر
مُصابكَ وغفر لِميِّتِك. بهذه الألْفاظِ أو ما شَبَهها، فإنَّه وردَ في ذلك
أحاديثُ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في تعزية أهْلِ المَيِّت، دون أن يكون هناكَ
إقامَة حفلات أو إقامة تأبينٍ، واستئجارُ مُقرئين وإعدادُ أطعمَةٍ وذبائحَ كما
يفعله بعض الناس في هذه الأزمان، فهذا أمر لا يجوزُ.
بلِ السُّنَّة أن أهْلَ المَيتِ يُصنع طَعامٌ لهم بِقدرِ حاجَتهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «اصْنَعُوا لآِلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا» ([3])؛ لمَّا استُشْهِد جعفرُ بْن أبِي طالبٍ رضي الله عنه
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (989).