وَمَا
كَانَ فِيهِ الدَّاءُ مِنْ كُلِّ جِسْمِهَا *** فَبِالنَّظَرِ
احْكُمْ لِلطَّبِيبِ المُجَوِّدِ
وَيَنْظُرُ
وَجْهَ الخُودِ وَالكَفِّ عَبْدَهَا *** وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَا
إِرْبَةٍ فِي المُؤَكَّدِ
*****
الضَّرورَة، فالواجِبُ على المَسئولينَ أن
يَتَّقوا الله سبحانه وتعالى، وأن يجعَلُوا قِسمًا لِلنِّساء، وقِسمًا للرِّجالِ،
كل قِسمٍ فيه مَن يَقوم به من الرِّجالِ والنِّساءِ، والطَّبيباتُ كَثيراتٌ،
ولكنَّ الأمْرَ يحتاجُ إلى اهْتمَامٍ وعِنايَةٍ، أما إذا كان ليس فيه عِنايَةٌ،
والمَسئولُون عن المُستشْفياتِ جُهَّالٌ أو لا يُراعون أحكامَ الشَّرعِ،
ويَخلِطونَ النِّساءَ معَ الرِّجال فَيحصُلُ الضَّررُ العَظيمُ في هذا.
المُستشْفياتُ الآن
تُعاني من هذا الضَّررِ العَظيمِ، وهو عَدمُ تَمييزِ النِّساءِ عن الرِّجالِ، وهذا
يَحصُلُ فيه فِتنَةٌ ويَحصلُ فِيه شَرٌّ، فالواجِبُ على المَسئُولينَ المُباشِرينَ
للمُستشفياتِ والأَقْسامِ أنْ يَتَّقوا اللهَ عز وجل، وأن يَعتَنوا بذلِكَ،
والواجِبُ على وُلاةِ الأُمورِ أيضًا أنْ يُوجِّهوا المَسئُولين المُباشِرين
بِالعِنايَةِ بهذا الأمر؛ فإنه أمرٌ مُهمٌّ جِدًّا.
إذَا احْتاجَتِ
المَرأةُ إلى العِلاجِ عندَ الطَّبيبِ فَللطَّبيبِ أن يَنظُر منها مَا يُحتاجُ
إليه للعِلاجِ للضَّرورَة؛ لأنَّ النَّظر إلى شَيءٍ مِن جِسمِ المَرأةِ حَرامٌ من
الرَّجلِ إلاَّ عِندَ الضَّرورَة، يَجوزُ للطَّبيبِ أنه يَنظرُ منها ما دعَتِ
الحَاجَةُ إلى النَّظرِ إليه للعِلاجِ، وما لَمْ تَدعُ الحَاجَة إليه، فإنه حَرامٌ
النَّظرُ إليه ولَمسُه، فيُكشف من جسمِهَا بِقدرِ الضَّرورَة، بقدر ما يُحتاجُ
للعلاجِ فقط.
نظرُ الرَّجلِ إلى المَرأةِ متى يَجُوزُ، ومتى لا يَجوزُ، هذا فَصَّلَ اللهُ جل وعلا فيه بقوله: ﴿وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا