×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

بِدَاءٍ وَتَخْنِيثٍ وَشَيْخُوخَةٍ فَقِسْ *** وَلَيْسَ مِنَ الطِّفْلِ اسْتِتَارٌ لِخَرْدِ

*****

أو لأُمٍٍّ مَحْرَمٌ لأُخْتِه، ﴿أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ [النور: 31] ؛ تَكونُ عَمَّةً له، فتَحرُمُ عليه، ﴿أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ [النور: 31] ؛ تكونُ خَالَةً له، ويكون محْرَمًا لها، ﴿أَوۡ نِسَآئِهِنَّ [النور: 31] يعني يَجوزُ للمَرأَةِ أن تُبدِيَ للمَرأةِ وَجهها وكفَّيهَا وشَعرَها لا بأسَ بذلك، هذا حكْمُ المَرأَةِ مع المَرأةِ، ﴿أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ [النور: 31]، العَبدُ المَملوكُ لها يَكونُ مَحْرَمًا لها بملكِ اليَمينِ، يَنظرُ إلى وَجهِها ويكون محْرَمًا لَها، ﴿أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ [النور: 31] ؛ الذين يَتْبَعُونَكُمْ ويَختلِطُونَ بكم ولا يَنفَصِلونَ عَنكمْ، ﴿غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ؛ الذين ليسَ فيهم شَهوةٌ لكَونِه عِنِّينًا، ليس فيه شَهوةٌ لِلنِّساء أبدًا، فهذا له أنْ يَنظُر إلى المرأَةِ؛ لأَنَّه ليس فيه محذُورٌ، ﴿أَوِ ٱلطِّفۡلِ [النور: 31] ؛ الذي دون البلُوغِ، هذا لا مَانِعَ أنَّه يَنظُر إلى المرْأَةِ، ولهذا قال:﴿أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ[النور: 31] يَعني لا يَعرِفُون العَورَة.

يكونُ لَيس لَه إِربَةٌ لأسْبابٍ؛ أصَابَهُ دَاءٌ فأزالَ شَهوتَه، والعِنِّينُ الذي لَيس لَه شَهوةٌ أصلاً.

«بِدَاءٍ»؛ يَعْنِي كَان عندَه شَهوةٌ، ولكنْ زَالتْ بِسبَبِ شَيءٍ أصابَه أزالَها، أو عِنِّين: وهو من لم تُخلَقْ له شَهوَة أصلاً.

«وَتَخْنِيثٍ»؛ هو الذي يُشبِهُ النِّساءَ ولا شَهوَة فِيهِ.

«وشَيخُوخَةٍ»؛ يعني شَيخٌ كَبيرٌ جدًّا ليس عندَه شَهوَة للنِّساءِ؛ لأنَّه ذَهبَتْ شَهوتُه، هذا كلُّه داخلٌ في قوله: ﴿أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ [النور: 31] ؛ يَعنِي غَيرَ أولِي الشَّهوَة.


الشرح