×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَطِفْلَتُنَا بَيْنَ الرِّجَالِ كَطِفْلِنَا *** مَعَ النِّسْوَةِ أَفْهِمْ مَا أَقُولُ وَأَرْشِدِ

وَإِنْ طِفْلَةٌ أَضْحَتْ مُمَيِّزَةً *** فَكَالمُمَيِّزِ فِيهَا الحُكْمُ لِلمُتَفَقِّدِ

وَمَا كَانَ يَبْدُو غَالِبًا مِنْ عَجَائِزِ *** النِّسَا فَمَنْ يَنْظُرُهُ لَيْسَ بِمُعْتَدِ

كَذَا الحُكْمُ فِي الشَّوْهَا وَوَجْهِ أَجَانِبِ *** وَكَفَّا لِيَنْظُرَ آَمِنًا فِي مُعَبَّدِ

*****

الطفل والطفلة يكونانِ مع الجِنْسينِ لا مَانِعَ.

فإذا صارَ الطِّفلُ من المُطَّلعينَ على عورَاتِ النِّساءِ فَلا تَتَكشَّفُ عندَهُ المَرأةُ.

كذلكَ النِّساءُ اللاتي قَد بَلغْنَ مِن الكِبرِ عِتيًّا وليسَ فيهِنَّ شَهوةٌ للرِّجالِ، ولا للرِّجالِ بِهنَّ شَهوة، فهؤلاء لا بأسَ بالنَّظرِ إلى وُجوهِهِنَّ وأكفِّهنَّ لزوال المَحذورِ، قال تعالى: ﴿وَٱلۡقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِي لَا يَرۡجُونَ نِكَاحٗا فَلَيۡسَ عَلَيۡهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَٰتِۢ بِزِينَةٖۖ [النور: 60]، فللكَبيرَةِ التي لا تُشتَهَى أن تَكشِفَ وجهها عند الرِّجالِ، وللرَّجلِ أن يَنظرَ إليها؛ لأنها ليس فيها شَهوَةٌ ولا رَغبَةٌ أبدًا. ومع هذا قال: ﴿وَأَن يَسۡتَعۡفِفۡنَ خَيۡرٞ لَّهُنَّۗ [النور: 60].

«كَذَا الحُكْمُ»؛ في المرأةِ الشَّوهاءِ، إذا كانت لا تُشْتهَى فلا مانع من النَّظرِ إليها، هذا من باب القِياسِ؛ لأنَّ العِلَّة في كون القَواعِدِ من النِّساءِ يَضعنَ ثِيابهنَّ هي أنَّهنَّ لا يُشتهينَ، فكذلك التي لا تُشتَهَى لتشويهها ولو كانَتْ غَير عَجوزٍ، ولكن هذا فيهِ نَظرٌ؛ لأن الله لم يذْكُرْ إلاَّ القواعِدَ من النِّساءِ، أما غير القَواعِد ولو كنَّ مشوهات فيأتي من يرغَبُهُنَّ، والشاعر يقول:

لِكُلِّ سَاقِطَةٍ فِي الحَيِّ لاَقِطَةٌ *** وَكُلُّ كَاسِدَةٍ يَوْمٌ لَهَا سَوقُ

فَيُزَينُها الشيطانُ، وخُصوصًا إذا كانت شَابَّةً، ولو كانت شَوهاء.


الشرح