×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَمَنْ يَبْنِ لِلهِ المُهَيْمِنِ مَسْجِدًا *** بِمَالٍ حَلاَلٍ لِلرُّكُوعِ وَسُجَّدِ

فَيُبْنَى لَهُ بَيْتٌ بِجَنَّةِ رَبِّهِ *** فَصُنْهُ عَنِ الأَوْسَاخِ وَالقَذَرِ الرَّدِي

*****

بناء المساجد عملٌ صالِحٌ ولكن يثابُ عليه بِشرطَين:

الشَّرطُ الأوَّل: إخلاصُ النِّيَّةِ للهِ عز وجل، فلا يكون قصدُهُ الرِّياءَ والسُّمعَةَ، أو تخليدَ اسْمِهِ كما يقولون، بل يكون خالصًا لوجهِ الله، هذا شرط.

الشَّرطُ الثَّاني: أن تكون النَّفقَة فيهِ من مالٍ حلالٍ، فلا يُبنى المَسجدُ من مالٍ حَرام أو كسبٍ حرامٍ؛ لأن الله تعالى طَيبٌ لا يقبل إلاَّ طيبًا. فمن تَوفَّرت فيه الشُّروط وبَنى لله مسجدًا فله هذا الوَعدُ الكَريم، فإن الله يبني له بيتًا في الجنة.

وقوله: «فَصُنْهُ عَنِ الأَوْسَاخِ وَالقَذَرِ الرَّدِي»؛ هذا بيانُ آدابِ المَسجد أنه يُصان عن الأوساخِ، فلا يُلقى فيه أوساخٌ وقمامَاتٌ بل تُخرج منه، فيُنظف المسجِدُ، ويُصان عن البُصاقِ والبُزاقِ، فلا يُبصق فيه ([1])، ولا تُترَكُ فيه مُخلَّفاتٌ من الطَّعامِ أو غيره، بل يُنظف المسجد.

وَالبُصاقُ في المَسجدِ خَطيئةٌ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى مرَّةً بُصاقًا في قبلَةِ المَسجِد فغضب، ثم حَكَّ ذلكَ وجعل مكانه شيئًا من الطِّيب ([2])، فالمساجد تُنظف، والذي يُنظِّفها له أجرٌ عظيمٌ إذا نظَّفَها ابتغاءَ وجهِ الله عز وجل.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (415).

([2] أخرجه: البخاري رقم (414)، ومسلم رقم (3014).