وكُنْ
مُكْرِمًا للخُبْزِ غيرَ مُهِيْنِهِ *** وأَرْغِفَةً صَغِّرْ
ولِلْعَجْنِ جوِّدِ
وضَيْفَكَ
أَكْرِمْهُ وعَجِّلْ قِرَاءَهُ *** وقُلْ مَرْحبًا في ذا بأَحْمَدَ فَاقْتَدِ
*****
الصَّائِمُونَ،
وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَْبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ» ([1]).فيُستحبُّ لمَن
أَكَلَ عند أَحَدٍ أَنْ يدعوَ له بهذا الدُّعاءِ.
يجبُ احْترامُ
النِّعْمة وعدمُ امْتهانِها، كالخُبْز مثلاً فلا تمتهنه؛ لأَنَّه نعمةٌ مِن الله
سبحانه وتعالى، فلا تُلْقِه في الأَرْض، ولا تمسحْ به السِّكِّيْنَ ولا
المِلْعَقة؛ لأَنَّ هذا إِهانةٌ له، ولا ينبغي تكبيرُ الخُبْزِ، كان الإِمامُ
أَحْمَدُ يكرَه الخُبْزَ الكِبارَ فيُصغِّر الخُبْزَ بحيث إِنَّه لا يتعرَّض
للامْتهان؛ لأَنَّها إِذا كبُرتْ قد يُسبِّب هذا أَنَّها تُمْتهنُ.
الضَّيْفُ هو الَّذي ينزل بك طلبًا للقِرى، وله حقٌّ على المُضيف، وأَوَّلُ مَنْ شرَع الضِّيافةَ إِبْراهيمُ عليه السلام لمَّا جاءَتْه الملائِكةُ وظنَّهم آدميِّين فبَادَرَ فجاءَ بعِجْلٍ سمينٍ ﴿فَقَرَّبَهُۥٓ إِلَيۡهِمۡ قَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ﴾ [الذاريات: 27]، ففي ذلك اقْتِداءٌ، بالخَلِيْلِ عليه السلام، وكذلك نبيُّنا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم كان يُكرم أَضْيافَه ويحتفي بِهم، وحثَّ على إِكْرامهم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ»، قَالُوا: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «يَوْمُهُ وَلَيْلَتُهُ» ([2]) والضِّيافةُ إِنَّما تكون في البلد الذي ليس فيه مطاعمُ وليس فيه فنادقُ كالقَرْية مثلاً، وكذلك في البادية؛ لأَنَّ القريةَ والباديةَ ليس فيهما طعامٌ يشتريه المسافرُ، أَمَّا في المُدُنِ
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3854)، وابن ماجة رقم (1747)، والدارمي رقم (1772)، وأحمد رقم (12177).