جِبْرِيلُ يُوصِينِي
بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ
جَارَهُ»وفي روايةٍ: «فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ» ([2]) الجارُ له حقٌّ،
ولو كان كافرًا، ففي الحديث: «الجِيْرَانُ ثَلاَثَةٌ: جَارٌ لَهُ ثَلاَثَةُ
حُقُوقٍ وَهُوَ الْجَارُ الْقَرِيْبُ الْمُسْلِمُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ
الْقَرَابَةِ وَحَقُّ الإِْسْلاَمِ، وجَارٌ لَهُ حَقَّانِ: وَهُوَ الْجَارُ
الْمُسْلِمُ غَيْرُ الْقَرِيْبِ، لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ وَحَقُّ الإِْسْلاَمِ،
وَجَارٌ لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ وَهُوَ الْجَارُ الْكَافِرُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ»
([3]) فدلَّ على أَنَّ
الجارَ له حقٌّ ولو كان كافرًا.
وحقُّ الجارِ أَنْ تُكرِمَه، وأَنْ تتعاهدَه بالهَدِيَّة، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قال لأَبِي هُرَيْرَةَ: «إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَة، فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ» ([4]) فيُعطيهم ممَّا عنده مِن الفواكه أَوْ مِن اللُّحوم، وكذلك يكفُّ أَذاه عنهم، فلا يطَّلعْ عليهم في بيتهم مِن خِلال فُرْجةٍ أَوْ مِن خلال بابٍ، هذا في عموم البيوت، وفي بيت الجار مِن بابِ أَوْلى، لا يطَّلع على عَوْراتِه، ولا يتسمَّعْ لكلامه وكلامِ نِسائِه، هذه أَسْرارٌ، ولا يَغْرِسْ شجرةً تمتدُّ أَغْصانُها أَوْ عُروقُها إِلَيْهم، ولا يعملْ في بيتِه عملاً يُقْلق الجِيْرانَ كأَنْ يجعلَ فيه طاحونةً أَوْ ماكينةً أَوْ شيئًا يُقْلِق الجِيْرانَ، أَوْ يجعلَ بجانبهم روائِحَ كريهةً كحُشِّ يُؤْذيهم به، فالحاصل أَنَّه يَبْذُلُ لهم الخيرَ ويكفُّ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6014)، ومسلم رقم (2625).