إِلَى
أَنْ ظنَّ أَنْ سَيُوَرِّثُ الْجَارَ يَا فَتَى *** وأَقْرَبُهُمْ
بِالْبِرِّ أَوْلَى فَجَوِّدِ
ومَنْ
دَارُهُ تَعْلُو على الجَارِ يُلْزَمَنْ *** بنَاءً يُسَتِّرُ
الأَْدْنَى لِبَاغِي تَصَعُّدِ
ويَلْزَمُ
أيضًا سَدُّ طاقٍ عَلاَ وَلَوْ *** تَقَدَّمَ ودَعْوَى لاَ، أَرَى لاَ تُقلِّدِ
ومَنْ
يَأْبَ أَلْزِمْهُ الْبِنَا مَعَ جَارِهِ *** إِذَا اسْتَوَيَا
في الاِرْتفاعِ بأَجْوَدِ
*****
عنهم الشَّرَّ؛
كأَصْواتِ الأَغاني والمزاميرِ والأَصْوات المُزْعِجةِ.
الجِيْرانُ كما جاءَ
في الحديث ثلاثةٌ: جارٌ له ثلاثةُ حقوقٍ، وجارٌ له حقَّان، وجارٌ له حقٌّ واحدٌ.
فدلَّ على أَنَّ الجارَ له حقٌّ على كلِّ حالٍ.
ولا ترفعِ البِناءَ
على جارك، وتحجب عنه الهَواءَ، أَوْ يحصُل اطِّلاعٌ على بيتِه، وإِنِ احْتَجْتَ
إِلى البِناءِ فطوِّلْ الجِدارَ السَّاترَ بحيث لا يحصُل اطِّلاعٌ على بيتِ الجار،
ولا تجعلْ عليه نوافذَ؛ لأَنَّ هذا يحصُل منه أَذًى للجار.
ويلزم أَيْضًا سدُّ
النَّوافذِ التي تطلُّ على الجِيْران، ولو كانت النَّوافذُ قديمةً قبل أَنْ يَأْتيَ
الجارُ يلزم سدُّها؛ لأَنَّ فيها أَذًى للجار. وبعضُهم يقول: إِذَا كانتْ قديمةً
فلا تُسدُّ؛ وهذا معنى قول الناظم: «ودَعْوَى لاَ أَرَى لا تُقلِّدِ». وهذا ليس
بصحيح؛ لأَنَّ المدارَ على الأَذَى لا على قِدَمِ الطَّاقة أَوْ حداثتِها، وعلى ما
يترتَّب عليها، الاعتبارُ على ما يترتَّب عليها مِن الأذى.
إِذَا انْهَدَمَ الجِدارُ الذي بين الجِيْران، فإِنَّ المُمْتَنِعَ مِن البِناءِ يُلزَمْ؛ لأَنَّ هذا لمصلحة الجميع، والجِدارُ مشتركٌ بينهما، فيتحمَّل نصيبَه.