ولا
غُرْمَ في هَدْمِ المَخُوفِ سُقُوطُهُ *** المُضِرِّ وإِنْ يُؤْمَنْ
ليَضْمَنْهُ مُعْتَدِ
ومَنْ
كانَ يُؤْمِنْ بِالْمَلِيْكِ إِلَهَنَا *** فلا يُؤْذِ جارًا صالحًا
غيرَ مُفْسِدِ
ويَمْنَعُهُ
مِنْ كلِّ مُؤْذٍ لجَارِهِ *** كحشٍّ وحمَّامٍ وتَنُّوْرِ مُوقِدِ
ودُكَّانِ
حَدَّادٍ ودَقِّ قَصَارَةٍ *** ومَدْبَغَةٍ تُؤْذِي بِرِيْحٍ مُنَكَّدِ
*****
وإِذَا كان هناك
جِدارٌ يُخشى أَنْ يَنْهدمَ على النَّاس أَوْ على الجِيْران فإِنَّه يَلْزَمُ
هَدْمُه؛ دفعًا للضَّرر، ولو قال صاحبُه: ما أَنَا بهادمِه يُلزم بهَدْمِه لئَلاَّ
يضرَّ النَّاسَ أَو الجِيْرانَ دفعًا للضَّرر؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم يقول: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ» ([1]).
هذا لفظُ الحديث: «مَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ» ([2]) ولو كان هو
مُسِيْئًا معك الأَدَبَ فأَنْتَ قَابِلْهُ بالإِحْسانِ، لا تُقابِلْه بالإِساءَةِ
وتحمَّلْ أَذَاه.
يُمْنَعُ الجارُ مِن
أَنْ يعملَ في بيته ما يضرُّ بجارِه، كحشٍّ: وهو محلُّ قضاءِ الحاجة، والحمَّامِ:
وهو محلُّ الاسْتِحْمام ويَأْتي إِلَيه النَّاسُ ويستحمُّون فيه، فيحصُل على الجار
ضَرَرٌ بهذا. ويُمْنَعُ إِحْداثُ تَنُّورِ: أَيْ دُخان؛ لأَنَّ التَّنُّورَ يحصُل
منه دُخانٌ يضرُّ الجِيرانَ.
وكذلك يُمنع مِن أَنَّه يضَع في بيتِه دُكَّان حدادةٍ؛ لأَنَّ الحدَّادَ يضربُ الحديدَ، فيشقُّ على الجِيْران صوتُه ويُقْلِقُهم، ويمنعهم مِن النَّوم، فيُمنع، والقصَّار وهو الغسَّال، يُمنع أيضًا مِن فتحِ دُكَّانٍ بجانب جاره لغسَّالة الثِّياب؛ لأَنَّه يضرُّ الجِيْرانَ. كذلك يُمنع الجارُ مِن فتحِ مَدْبَغَةٍ
([1]) أخرجه: ابن ماجة رقم (2341)، ومالك في «الموطأ» رقم (1461)، وأحمد رقم (2865).