ولا تَحْظِرَنْ إِنْ كانَ أَوْفاهُ طاهرًا *** ولا تَكْرِهَنْ مِنْ بَعْدِ حَبْسٍ مُقيَّدِ

ثلاثةُ أَيَّامٍ وتَطْعَمُ طاهرًا *** ويُكْرَهُ قبلَ الْحَبْسِ إِنْ تُركَّبِ أَشْهَدِ

ومَنْ لمْ يُرِدْ أَنْ يذبحَ البُدْنَ عاجلاً *** يجُزْ عَلْفُهَا أَحْيانًا النَّجِسَ الرَّدِ

وإِطْعامُهُ المَحْظُورَة كاللَّحْمِ جائِزٌ *** على نصِّه مَعْ كُرْهِ كلٍّ بِأَوْكَدِ

*****

يعني أَنَّه يزول المحظور والحذر بأَمْرينِ:

إِمَّا أَنْ يكونَ أَكْلُها للنَّجاسة قليلاً والأَكْثرُ أَنَّها تأْكل مِن الطَّاهرات، فالشَّيءُ القليلُ لا حُكْمَ له.

والشَّيْءُ الثَّاني: إِذَا حُبستْ ثلاثًا كما في الحديث، وأُطْعِمت الطَّاهرَ عادتْ إِلَى أَصْل الحلِّ.

بهذينِ الشَّرطين، يزول النَّهْي:

الشَّرْطِ الأَوَّلِ: أَنْ تُحبس ثَلاثةَ أَيَّامٍ.

والشَّرطِ الثَّاني: أَنْ تُطعم الطَّاهرَ في هذه المُدَّة؛ لأَجْلِ أَنْ يزولَ أَثَرُ النَّجاسة منها.

أَمَّا قبل أَنْ تُحبس ثلاثًا فيُكره أَكْلُ لَحْمِها وشُرْبُ لَبَنِها وركوبُها لتخلُّفِ الشَّرط؛ لأَنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم شرَط حَبْسَها ثلاثًا.

الإبل إِنْ كنتَ تريد أَنْ تذبحَها عاجلاً فلا يجوز أَنْ تُطْعِمَها شيئًا نجِسًا؛ لأَنَّه سيبقى أَثَرُ النَّجاسة في لَحْمِها، أَمَّا إِذا كان ذَبْحُها يتأَخَّر ويأْتي عليها عَلَفٌ طاهرٌ فيما بعد، فلا مانعَ مِن أَنَّها تُطعم من الشَّيءِ النَّجِسِ، لزوال المحذور؛ لأَنَّ ذبْحَها يتأَخَّر، ويُتمدَّد الوقتُ حتى زوالِ آثارِ النَّجاسة. مع ما ذُكِر أَنَّه يتأَخَّر الذَّبْحُ فلا مانعَ مِن أَنَّها تُطْعَمُ شيئًا مِن

---

الشرح