×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

ويُكْرَهُ قي التَّمْرِ القِرانُ ونَحْوِه *** وقيل معَ التَّشْريك لا في التَّفرُّدِ

ولا بَأْسَ عِنْدَ الأَكْلِ مِن شِبَعِ الفَتَى *** ومَكروهٌ الإِْسْرافُ والثُّلُثَ أَكَّدِ

*****

 النَّجاسة، ولكنْ مع هذا يُكره إِطْعامُها النَّجاسة، ولو طالتِ المُدَّةُ، قبل ذَبْحِها؛ تجنبًا للنَّجاسات والقاذوراتِ.

هذا مِن آدابِ الأَكْل، إِذَا كنتَ تأْكل تمرًا فيُكره القِرانُ بأَنْ تجمعَ بين تمرتين أَوْ ثلاثٍ ([1])؛ لأَنَّ هذا يدلُّ على النَّهم في الأَكْل، فتأْكل تمرةً تمرةً، سواءً كنتَ منفردًا أَوْ مع النَّاس، وقيل: إِذَا كنتَ منفردًا فلا بَأْسَ بالقِران، أَمَّا إِذا كنتَ مع النَّاس فيُكره هذا؛ لأَنَّ هذا يُقلِّله عليهم؛ ولأَنَّ فيه نهمًا ورغبةً في الأَكْل وقد جاءَ في الحديث النَّهْيُ عن القِرانِ بين التَّمْرِ.

وهذا مِن آدابِ الأَكْل أَيْضًا، كونُ الإِنْسانِ يأْكل حتى يشبِعَ، هذا مباحٌ، ولكنَّ الأَفْضلَ أَنَّه لا يشبَع وإِنَّما يعمل بقولِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم: «بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» ([2]). هذا هو الإِرْشادُ النَّبويُّ في الأَكْل، وهذا نافعٌ مِن ناحية الصِّحة أَيْضًا؛ لأَنَّ كثرةَ الطَّعام والتُّخْمَةَ تضرُّ الإِنْسانَ، وقد تُورِث مرضًا، فعلى المسلم أَنْ يَأْخُذَ بالهَدْيِ النَّبويِّ؛ إِذْ فيه تنظيمٌ للأَكْل، وتقليلٌ للضَّرر، وفيه أَيْضًا بُعْدٌ عن النَّهْمة في الأَكْل، والإِنْسانُ لا يُعوِّدُ نفسَه الشَّرهَ في الأَكْل حتى ولو كان عنده نِعَمٌ كثيرةٌ، وطعامٌ كثيرٌ، ينبغي للإِنْسان أَنَّه لا يُعوِّد نفسَه على الشَّرَهِ في الأَكْل بلْ يَقْتصدُ في الأَكْل، مِن ناحيةِ أَنَّ هذا أَحْسنُ لصِحَّتِه، ومِن ناحيةٍ أُخْرى أَنَّه أَبْعدُ


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (2045).

([2] أخرجه: الترمذي رقم (2380)، وابن ماجه رقم (3349)، وأحمد رقم (17186).