×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وغَسْلُ يَدٍ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ *** ويُكْرَهُ بالمَطْعومِ غيرِ مُقيَّدِ

ويُكرَهُ نَوْمُ المَرْءِ مِن قبلِ غَسْلِهِ *** مِن الدُّهْن وَالأَْلْبانِ للْفَمِ واليَدِ

وكُلْ طيِّبًا أَوْ ضِدَّهُ والْبِسِ الَّذِي *** تُلاقيه مِن حلٍّ ولا تتقيَّدِ

*****

وتُزيلَ رائِحةَ اللَّبَنِ مِن الفَمِ، هذه آدابٌ شرعيَّةٌ يتقيَّد بها المسلمُ، يكون نظيفًا ويكون أَيضًا مُعتنًا بصحته وبرائِحَتِه.

كذلك مِن آداب الأَكْل غسلُ اليدِ قبلَ الطَّعام، ربَّما يكون على يَدَيْكَ شيءٌ مِن الآثارِ الضَّارَّةِ، والأَطِبَّاءُ يُسمُّونها المكروباتِ أَوِ الجراثيمَ؛ يعني مكروباتِ مَرَضٍ يتعلَّق باليَدِ مِن الجوِّ، ولا تغسلْ يَدَيْك أَوْ تمسح يَدَيْك بشيءٍ مطعومٍ فتُقْذِرَهُ على غيرِك؛ أَوْ مِن ملامسة النَّاس ومصافحةِ النَّاس، أَوْ لَمْسِ الأَشْياء، فلا تذهب إِلَى الطَّعام ويَدُكَ ما غُسلتْ بلْ اِغْسِلْها.

عند النَّوم لا تنام وفي فَمِكَ رائِحةُ الطَّعام، أَوْ رَائِحَةُ اللَّبَن أَوْ الحليبِ، فإِذَا شَرِبْتَ لبنًا أَوْ حليبًا أَوْ قهوةً أَوْ شايًا فلا تُبْقِ رائِحَتَه في فَمِك، بلْ أَزِلْها بالمَضْمَضَةِ، والآنَ يُوجد ما يُسمَّى بغسيلِ الأَسْنان المعروفِ تَغْسِلُ به أَسْنانَك قبلَ النَّوم، وتستعمل مَعْجونَ الأَسْنان، وتنامُ على نظافةٍ في أَسْنانِك وفَمِكَ، وكذلك في يَدَيْكَ مِن باب أَوْلى.

يعني كُلْ والْبِسْ مِن المتوسِّط ما يتيسَّر لك مِن غير إِسْرافٍ ولا مَخْيلةٍ، وكُنْ متواضعًا في لِباسك وفي أَكْلك، لا يكون هناك إِسْرافٌ أَوْ مَخْيلةٌ وهي الكِبْرُ، فكُلْ ممَّا تيسَّر، والْبِسْ ممَّا تيسَّر مِن اللِّباس، هذا هو الهَدْيُ النَّبويُّ، والوَسَطُ هو المطلوبُ في المَلْبسِ والمَأْكَلِ.


الشرح