×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَحَظْرُ شَهَادَاتِ الفَتَى بِسِوَى الذِي *** بِأَوْقَاتِ الاسْتِدْعَاءِ يَعْلَمُهُ قَدِ

وَرُدَّ المُغَنِّيَ وَالمُصَافِعَ مَعَ ذَوِي *** التَّمَسْخُرِ وَالرِّقَاصِ تُهْدَ وَتَرْشَدِ

*****

 وليس للوجُوبِ، ولا للاسْتحْبَاب، وإنما هو إرشَادُ النَّاس أن يُوثِّقوا العقودَ بالشَّهادَة.

هذه القوادِحُ التي تَمنَعُ قَبولَ الشَّهادَة، فيُشترطُ في الشَّاهدِ العدَالَةُ، وهي أن يكونَ أمينًا في دينِهِ، وفي خَبرِه، فلا تُقبل شهادَةُ الفَاسِق، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ[الحجرات: 6]، فالفاسِقُ لا تُقبل شهادَتُه، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٤ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ[النور: 4، 5]، فيُشترطُ في الشَّاهدِ العَدالَة، فلا تُقبل شهادَةُ الفاسِق الذي سقطت عدالته.

وممن تُرد شهادَتُهم المُغَنِّي؛ لأن الغِناءَ حَرامٌ، فالمُغنِّي لا تُقبل شهادته؛ لأنَّه ليس محَلَّ ثِقَةٍ؛ لأنه يفعل مُحَرَّمًا، ويحترف حرفَةً مُحرَّمَة فلا تُقبل شهادة المُغنِّي؛ لأنه لا يبالي بارتِكَابِه هذا الذَّنبَ وفعل هذا المُحرَّم، ولعدم مبالاته بهذا الذَّنبِ فإنه لا يبالي بالشَّهادَة.

ولا تقبل شَهادَةُ المُصافِعِ الذي يحترفُ المُلاكَمة؛ لأنه مُستهْتِرٌ.

ولا تقبلُ شَهادَة الذي يسْتَعمِلُ السُّخريَة دَائمًا ومعروفٌ أنه يَتمسْخَر بالنَّاس ويضحك على النَّاسِ ويستهزِئ بالنَّاس هذا لا تُقبل شهادتُه؛ لأنه دَنيءٌ، ولا تجوزُ السُّخريَةُ بالنَّاس: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ [الحجرات: 11]، فالذي هو معروفٌ بالسُّخريَةِ والتَّمسخُر لا تُقبل شَهادَتُه؛ لأنه مُتهَمٌ.


الشرح