وَلاَعِبُ
شَطْرَنْجَ وَنَرْدَ لِفِعْلِهِ *** الحَرَامِ وَلَعَّابُ الحَمَامِ المُغَرِّدِ
إِذَا
كَانَ عَبَّاثًا بِهَا أَوْ مُقَامِرًا *** وَسَرَّاقًا امْنَعْهُ
الشَّهَادَةَ وَارْدُدِ
*****
ولا تُقبلُ شَهادَةُ
الرَّقَّاصِ الذي يحترف الرَّقصَ، والرَّقصُ الآن أصبح فنًّا من الفنون، والغِناءُ
صار فنًّا من الفُنونِ، وهؤلاء لا تُقبل شَهادَتُهم، وكذلك المُلاكَمَةُ صارت
فنًّا من الفُنونِ يُقيمون لها النَّوادي، هذا عند الكُفَّار، ومع الأسف يقلِّدُهم
بعض المسلمِينَ، وهي ليسَتْ من أخلاقِ المُسلِم العاقِل.
وَكذلكَ تُرَدُّ
شَهادَةُ «لاَعِبِ الشَّطَرَنْج»، والشَّطرنجُ لُعبَةٌ مَجوسِيَّةٌ.
«لِفِعْلِهِ
الحَرَامِ»؛ في هذه الأمُورِ كُلِّها، تُرد شَهادَتُه لفِعلِه الحَرامِ؛ لأن هذه
الأمُور مُحرَّمة، فإذا فَعلها نَقصَ دِينُه، وكونه يُداومُ عَليها ويَحتَرفُها
ويجعلُها حرفَةً له، تجعَلُه لا يسْتَحِي ولا يُبالي.
وكذلك لا تُقبَلُ
شَهادَة الذي يَلعَبُ بالحَمامِ؛ لأن هذا مَنهِيٌّ عَنه، والذي يحتَرِف هذا لا
تُقبل شَهادَتُه.
«إِذَا كَانَ عَبَّاثًا بِهَا»؛ أي الحَمامُ، يَستَعْمِلُها للعَبَثِ، «أَوْ مُقَامِرًا»؛ أي يُقامِر عَليهَا، والمُقامَرَةُ أن يأخُذَ عَليها دَراهمَ بالمُسابقَةِ، فالذين يُسابقونَ بين الحَمامِ والتي تَغْلبُ يأخُذُ عليها جَائزةٌ، هذا قِمارٌ، والقِمارُ: هو أخْذُ المَالِ على المُغالَباتِ والمُراهناتِ، ولم يَسْتَثْنِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم منها إلاَّ ثَلاثَةَ أنْوَاع: المُسابَقةُ على الخَيلِ، المسابَقَةُ في الرِّمايَةِ، المسابَقةُ على الإِبلِ ([1])؛ لأن هذه من أمورِ الجهادِ، ومن
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2574)، والترمذي رقم (1700).