×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَمَنْ يَدْخُلُ الحَمَّامَ مِنْ غَيرِ مِئْزَرٍ *** وَيَأْكُلُ بَيْنَ النَّاسِ مَا لَمْ يُعَوَّدِ

وَمَنْ مَدَّ رِجْلَيْهِ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ *** وَخَاطَبَ بِالفُحْشِ النِّسَاءَ بِمَحْشِدِ

*****

 «وَكَشَّافَ مَا فِي العُرْفِ صِينِ بِمَشْهَدِ»؛ والذي يكشفُ عَن عَورَاتِ النَّاس، ويَتتَبَّعُ عَوراتِ النَّاسِ لا تُقبل شهادته؛ لأنَّ اللهَ أمرَ بالسِّترِ على المسلمين، فالذي يَتتَبَّعُ عَورات النَّاس ويُفشيها، ويتَجَسَّسُ عليهم لا لمَصلَحَة، إلاَّ من أجلِ التَّندُّر بهذا الأمْرِ هذا لا يجوز، أما الذي يَتتبَّع المُجرمين مِن أجْلِ الأخْذِ على أيديهم، فهذا فيهِ مَصلحَةُ الأمْنِ، ومصلَحَة المُسلِمين.

كذلك ممَّن تُردُّ شَهادَتهم من يدخل الحَمَّام من غير مِئزَرٍ يستر به عورَتَه؛ لأنه دَنيءٌ مُتساهِلٌ.

كذلك مما يقْدَحُ بالشَّهادة الذي يأكلُ في الأسْواقِ، إذا كان ليس من عادَةِ البلَدِ الأكلُ بالأسواقِ، فهذا يعتَبَرُ قدحًا في شَهادته؛ لأنه مُتساهِلٌ وناقصُ مروءَةٍ، أما إذا كان من عادَةِ البلدِ أنَّهم يأكلون في الأسواقِ فهذا لا مانعَ مِنه، والآن أصبح من عادَة الناسِ الأكلُ في المقاهِي وفي المطاعِم، فهذا لا يؤثر الآنَ على قَبولِ الشَّهادة؛ لأنه ما فعل شيئًا مُستَنْكَرًا.

ولا تُقبَلُ شَهادَةُ من مَدَّ رِجلَيهِ لغير ضَرورَةٍ، إذا كان جالسًا مع النَّاس ويمُدُّ رجلَيه؛ لأنَّ المفروض أنه يَصيرُ عنده احترامٌ للجُلساءِ ولا يمدُّ رِجليه؛ لأن مدَّ رِجلَيه يدُلُّ على التَّهاوُنِ بِجُلسائِه، إلاَّ إذا كان لضَرورَةٍ، فيحتاج إلى مدِّها فلا بأس، أما إذا كان يَمدُّها من باب العَبثِ أو من باب عدمِ الاحْترامِ فلا تقبل شهادته.


الشرح