كَفَى زَاجِرًا
عَنْ ذَلِكُمْ كُلُّ عَاقِلٍ *** سُقُوطُ شَهِيدِ الزُّورِ مِنْ عَيْنِ شُهَّدِ
وَيَحْرُمُ
فِي الحَالَيْنِ جُعْلٌ وَقِيلَ لاَ *** لِفَقْرٍ وَقِيلَ إِنْ
عَيَّنَا وَالأَدَا قَدِ
*****
من آثارِ شَهَادَة
الزُّور على صاحِبِها أنَّها تُسقِطُه عند النَّاس، فإذا عَرَفه النَّاس أنه
يَشهدُ شَهادَةَ الزُّورِ، صاروا لا يَعتَبرونَه ولا ينظرونَ إليه نَظرَة
احْترَامٍ، وإنما يَنظرُون إليهِ نَظرَة ازدِراء وعدَمِ ثِقةٍ، وهو الذي أهانَ
نفْسَهُ، وشاهد الزُّورِ لابدَّ أن ينكشِفَ أمرُهُ، لو سلِمَ مرَّةً ما يسلم في
الثَّانيَةِ، لا بُدَّ أن ينكشفَ أمرُه عند النَّاس، فيحذَرُونه ولا يثِقُون منه
بعد ذلك، فهو الذي أسْقطَ نَفسَه في المجتمع.
اللهُ جل وعلا يقول:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ
أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ﴾ [النساء: 135]،
ويقول سبحانه ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 8]،
ويقول جل وعلا: ﴿وَإِذَا
قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ﴾ [الأنعام: 152].
فالواجبُ على
الشَّاهدِ العدلِ، لا يَحيف مع قريبٍ أو مع حبيبٍ بشَهَادَتهِ، ولا يضرُّ العَدوَّ
بها ولو كان كافرًا، لا يجوز لكَ أن تَشهَدَ شهَادَة زُورٍ على الكافر، شَهادَة
الزُّور لا تَجوزُ على المُسلمينَ ولا على الكُفَّار؛ لأنها ظُلمٌ وجَورٌ قال
تعالى: ﴿وَلاَ
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8].
فيجبُ على
الشَّاهِدِ أن يُؤدِّي الشَّهادَة للهِ، ولا يأخذُ عليها شَيئًا من المَال؛
لأنَّها حقٌّ عليهِ فلا يأخذُ في مقابِلِها شَيئًا، بل يُؤدِّيها للهِ عز وجل: ﴿كُونُواْ قَوَّٰمِينَ
لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [المائدة: 8]، وفي الآيَةِ الأخْرَى: