×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَأَنْ يَحْتَوِيَ لِعْبٌ عَلَى عِوَضٍ مِنَ *** الجَوَانِبِ أَوْ مِنْ بَعْضِهَا احْظُرْهُ وَاصْلِدِ

فَذَاكَ قِمَارٌ مَيْسِرٌ بِاجْتِنَابِهِ *** أَتَى الأَمْرُ فِي القُرْآَنِ أَمْرُ مَهَدِّدِ

                                                                    *****

 ولا تُقبلُ شَهادَةُ الذي مهْنَتُه حمْلُ الأثقال عبثًا، وهو نَوعٌ من الرِّياضَة، مثل ما هو مَعروفٌ الآنَ، وهو فنٌّ من الفُنون، هذا يَجرحُ العَدالة؛ لأنَّ هذا العَمل ليسَ منهُ فَائدة.

ولا تُقبلُ شَهادةُ المُسابِق في السِّباحَة في الماء لأخْذِ العِوَضِ عَليها لأنه من المَيسِر.

ولا تُقبلُ شَهادَةُ من يأخُذُ الجائِزَة على الرَّكضِ لأن هذا من المَيسِر، والمُسابقَةُ بالأقدَامِ جَائزةٌ، وقد فَعلَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولكن من غَيرِ أخْذِ جَائزَة، قلنا: إن الجَوائِزَ لا تَجوزُ على المُسابقاتِ، إلاَّ الثَّلاثَ التي استثناها الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، فيجوزُ أن يُسابق على أقدَامِه ويَركُض، ولكن لا يأخذُ على هذا جائِزة لأنَّه من القِمار.

هذه قاعدَةٌ عامَّةٌ؛ أن الألعابَ لا يؤخَذُ عليها جوائِزُ لا من طَرفٍ واحِدٍ ولا من أطْرَاف؛ لأنه أَخْذٌ للمالِ بالبَاطِلِ، وإن كان أصْلُ هذا اللعِبِ جَائزًا، مثل لعبِ الكُرَة، ومثل الألعابِ المُباحَةِ، ولكن لا يجُوز أخْذُ العِوضِ عليها؛ لأنها أكْلٌ للمال بالباطل، ولا يكون الإنسانُ يَحترفُ هذه الألعاب لأخْذِ الأموال.

أخْذُ الجوائز على كل المُسابقاتِ والمُراهناتِ كُلُّه مَيسرٌ، إلاَّ ما استثناه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم.

فكُلُّ المُسابقاتِ التي يُؤخَذُ عليها جَوائزُ تَدخُل في القِمارِ والمَيسرِ إلاَّ ما استثناه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم بقوله: «لاَ سَبَقَ إلاَّ فِي نَصْلٍ، أَوْ خُفٍّ، 


الشرح