×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ [المائدة: 90، 91]، حرَّمَها تحريمًا قاطعًا في جميع الأوقات وحذَّرَ منها، وهذه هي المرحلة النِّهائِيَّة في تحريم الخمر فحُرمت إلى يوم القيامة.

وَشرعَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الحدَّ على من شَرِبَ الخَمر، وجَلدَ صلى الله عليه وسلم من شرب الخَمرَ وأمر بجلدِه عقوبةً له ([1])، والخمرُ هي أمُّ الخَبائثِ كما جاء في الحديث أنَّها أُمُّ الخبائث؛ لأن شارِبَ الخَمرِ لا يتورع عن مُحرَّم، قد يقع على أمِّهِ وعلى بِنتِه وعلى غير زَوجَته لأنه ليس له عقْلٌ، شارب الخمر قد يقْتُل النُّفوسَ التي حرمها اللهُ؛ لأنه لا عقل عنده، شارِبُ الخمر قد يتكلَّمُ بالكلام القَبيحِ كالكفرِ والشِّركِ والسَّبِّ والشَّتمِ؛ لأنه ليس عندَهُ عقل يحجزُهُ عن هذه الأمور، شاربُ الخَمر قد يُبتلى بالإدمانِ فلا يصبر عنها فيُنفِق أموالاً طائِلَةً في تحصيل الخمور وشراء الخُمورِ، فينفق أمواله ولا يصبر عنها، فهي أمُّ الخبائث كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم ([2]) ولعن فيها عشرة ([3])، لعنَ شَارِبَها، ولعن عاصِرَها ومُعتَصِرَها وبائِعَها ومبتاعَها وآكلَ ثَمنِها وحامِلَها والمحمولَةَ إِليه، كل ذلك من أجلِ حمايَةِ المُسلمِين من هذه المادَّةِ الخَبيثَة.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (1706).

([2] أخرجه: النسائي رقم (5666)، وابن حبان رقم (5348)، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (5197).

([3] أخرجه: الترمذي رقم (1295)، وابن ماجه رقم (3381).