فَيُلْحَقُ
بِالأَنْعَامِ بَلْ هُوَ دُونَهَا *** يُخَلِّطُ فِي أَفْعَالِهِ غَيْرَ مُهْتَدِ
وَيَسْخَرُ
مِنْهُ كُلُّ رَاءٍ لِسُوءِ مَا *** يُعَايِنُ مِنْ تَخْلِيطِهِ وَالتَّبَدُّدِ
يُزيلُ
الحَيَا عَنْهُ وَيَذْهَبُ بِالغِنَا *** وَيُوقِعُ فِي الفَحْشَا
وَقَتْلِ المُعَرْبِدِ
*****
الخمرُ تُلحقُ
شَاربَها بالأنْعَام، والبَهائِم، بل يكونُ دُونَها، دُونَها؛ لأنَّ البَهائِم
تعْرِفُ مَصالِحها، وهذا يُصبح لا يَعرِف مَصالِحَه، فهو أحَطُّ من البَهائِم؛
ولأن البَّهائِم غير مكَلَّفَةٍ، وهذا مُكلَّفٌ بالعباداتِ والطاعاتِ فهوَ أحَطُّ
من البَهائِم، إذا شربَ الخَمر وسَكِرَ صار أحَطَّ من البهائِم؛ ويفعل أفعالاً لا
تفعلُها البهائِم.
وكذلك يُعرَّض
الإنسان للسُّخريَةِ به، فإذا شَربَ وسَكِرَ صارَ أضحوكَةً للنَّاس لما يَصدُر عنه
من الأقوالِ والأفعالِ الشَّنيعَةِ، يَتعرَّى ويتجرَّدُ من الثِّيابِ، ويتلطَّخُ
بالنجاسَة؛ لأنه لا يعرفُ شيئًا، وليس له إدراكٌ، بل أشَدُّ من ذلك يقعُ في
الفواحِش، وربَّما يفعلُ الفَواحشَ في محارمِه، أو يقتُلُ النُّفوس البريئَةُ، أو
يُتلفُ الأموالَ أو غير ذلك من المفاسِد؛ لأنه ليس له عقل يحجزه.
هذه من المَفاسِد التي تحصُلُ بشربِ الخمرِ أنه يَذهبُ بالحياءِ، فالسِّكِّيرُ لا يستَحْي، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ» ([1])، ويقول: «إِنَّ الْحَيَاءَ لاَ يَأْتِي إلاَّ بِخَيْرٍ» ([2])، ويقول: «الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ شُعَبِ الإِْيمَانِ» ([3])، ويقول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (24).