وَكُلُّ
صِفَاتِ الذَّمِّ فِيهَا تَجَمَّعَتْ *** كَذَا سُمِّيَتْ أُمَّ
الفُجُورِ فَأَسْنِدِ
فَكَمْ
آَيَةٌ تُنْبِي بِتَحْرِيمِهَا لِمَنْ *** تَدَبَّرَ آَيَاتِ
الكِتَابِ المُمَجَّدِ
*****
مَا شِئْتَ» ([1])، فالحياءُ حَاجزٌ
يحجِزُ الإنسان عمَّا لا يليق، فإذا سَكِر هذا الإنسانُ زالَ عنْهُ الحَياءُ، هذه
جريمَةٌ، والثانِيةُ أنه يُفسِد الأموال، ويُذهِبُ الغِنَى؛ لأن شاربها يَشتَريها
بأيِّ ثَمن؛ إذا ابتلي بالإدمانِ فلا يَصبرُ عنها.
ومن آفاتها أنها
توقِعُ شارِبها في الفَحشاءِ من الزِّنا واللُّواط والسِّبابِ والشَّتم، وتُوقعُ
في قَتلِ النُّفوسِ التي حرم الله قتْلَها.
«وَكُلُّ صِفَاتِ
الذَّمّ فِيهَا تَجَمَّعَتْ»؛ كل صفات الذَّمِّ تجمعتْ في الخَمرِ، ولهذا سمَّاهَا
النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّ الخَبائِثِ ([2]). «أُمُّ الفُجُورِ»؛
يَعني أُمَّ الخَبائِث، والفُجُورُ: هو الخُروجُ عن طاعَةِ اللهِ، والخُروجُ عن
العَقلِ، والخروج عن الإنسانِيَّةِ.
الآيات التي جَاءتْ في تحْريمِ الخَمرِ أولاً في «البقرة»: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ﴾ [البقرة: 219]، الثَّانيَةُ في «النساء»: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ [النساء: 43]، الثَّالثَةُ في «سورة المائدة» وهي قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]، والرابعة في «سورة النحل» وهي قوله تعالى: ﴿وَمِن ثَمَرَٰتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَكَرٗا وَرِزۡقًا حَسَنًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6120).