وَقَدْ
لَعَنَ المُخْتَارُ فِي الخَمْرِ تِسْعَةً *** رَوَاهُ أَبُو
دَاوُدَ عَنْ خَيْرِ مُرْشِدِ
وَأَقْسَمَ
رَبُّ العَرْشِ أَنْ لَيُعَذِّبَنَّ *** عَلَيْهَا رَوَاهُ أَحْمَدُ
عَنْ مُحَمَّدِ
وَمَا
قَدْ أَتَى فِي حَظْرِهَا بَالِغٌ إِذَا *** تَأَمَّلْتَهُ
حَدَّ التَّوَاتِرِ فَاهْتَدِ
*****
لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ﴾ [النحل: 67]، فوصَفَ الرِّزقَ بأنَّه حَسَنٌ تَنبيهًا
على سُوءِ الخَمرِ.
لعن صلى الله عليه
وسلم في الخَمْرِ عَشَرَةً: لعن شارِبَها وعاصِرَهَا ومُعتَصرَهَا وحامِلَها
والمَحمُولَة إليه ولعن بائِعَها ومشْتَرِيَها، وآكِلَ ثَمنِها. إلى آخر ما جاء في
الحديث ([1]).
وكذلك من الوَعيدِ
عَليها أنَّ اللهَ أقْسَمَ؛ أي حلفَ سبحانه وتعالى بنفْسِه ليُعذِّبَنَّ شارِبَ
الخَمرِ ([2])، فهذا يدُلُّ على
قُبحِها مع أن اللهَ غفورٌ رحيمٌ، فإنه أقسم سُبحانهُ ليعذِّبنَّ شاربَ الخمْرِ
ممَّا يدل على قبحِها.
«رَوَاهُ أَحْمَدُ»؛ الإمامُ أحمَدُ
بْنُ حنْبل في «مُسنَدِه» «عَنْ مُحَمَّدِ» رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ([3]).
ما جاء في ذَمِّ الخَمرِ من الأحاديثِ بَلغَ حدَّ التَّواتُرِ المَعنَوِيِّ، والحديثُ المُتواتِرُ سندًا هو ما رواه جَماعَةٌ عن مثلِهِم يَستحِيلُ تَواطُؤهُم على الكذِبِ من بِدايَةِ السَّندِ إلى نِهايَته، والمتواترُ مَعْنى هو ما وَردَت أحاديثُ كَثيرةٌ بمعناه.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1295)، وابن ماجه رقم (3381).