×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

أَيَا أُمَّةَ الهَادِي أَمَا تَنْتَهُونَ عَنْ *** ذُنُوبٍ بِهَا حَبْسَ الحَيَا المُتَعَوَّدِ

وَذَلِكَ عُقْبَى الجَوْرِ مِنْ كُلِّ ظَالِمٍ *** وَعُقْبَى الزِّنَا ثُمَّ الرِّبَا وَالتَّزَيُّدِ

*****

وقوله: «أَتَى النَّصُّ فِي تَعظِيمِهَا بِالتَّوَعُّدِ»؛ في الكِتابِ والسُّنَّةِ، الله جل وعلا يقول: ﴿وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ [النور: 4]، ويقول: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ٢٣ يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢٤ يَوۡمَئِذٖ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلۡحَقَّ وَيَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ ٱلۡمُبِينُ [النور: 23- 25]، فالقذْفُ خطيرٌ جدًّا وشنيعٌ، فلا يجوز للإنسانِ أن يُقدم عليه إلاَّ إذا كانَ عندَه أربعة شهودٍ يَشهدون بما يقول، مع أن الوَاجبَ عَليه أن يَستُرَ على أخيه مع المُناصَحَةِ، والمَوعِظة والتَّخويف بالله عز وجل، وإذا لم تُجدِ فيه المُناصَحة وصار متهتِّكًا فلا بأس أنه يُبلِّغ عنه إذا كان عنده أربَعَةُ شهود، وإلا فليَسْكُتْ.

هَذه نصيحَةٌ للأمَّةِ جَميعًا، أمةُ الهَادِي محمد صلى الله عليه وسلم بأن تجْتَنِبَ الذُّنوبَ والمعاصي؛ لأن الذُّنوبَ والمعاصِي أثَرُها خطيرٌ على الشَّخصِ وعلى المُجتَمع وعلى الأُمَّة، فيجبُ أن يَكونَ المُجتَمع الإسلاَمِيُّ نزيهًا من هذه الأمور.

أولاً الجَورُ: وهُو الاعتدَاءُ على الناس، بالبَغيِ والعُدوانِ، هذا منْهيٌّ عنه أشَدَّ النَّهيِ.

ولهذا قال:

«وَذَلِكَ عُقْبَى الجَوْرِ مِنْ كُلِّ ظَالِمٍ *** وَعُقْبَى الزِّنَا ثُمَّ الرِّبَا وَالتَّزَيُّدِ»؛


الشرح