×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

تَعُمُّ بِمَا تَحْبِي العُقُوبَةُ غَيْرَنَا *** هُنَا وَغَدًا يَشْقَى بِهَا كُلُّ مُعْتَدِ

*****

و«الزِّنَا»؛ وهو أَشَدُّ، قال الله جل وعلا: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا [الإسراء: 32]، وهو كَبيرَةٌ من كَبائرِ الذُّنوبِ رَتَّبَ الله عليه الحدَّ.

وكذلك «التَّزَيُّدُ»؛ وهو التَّكبُّرُ على الناس، وهو من كَبائِر الذُّنوبِ، قال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡتَكۡبِرِينَ[النحل: 23]، الاسْتكبَارُ قد يكون عَن طَاعةِ اللهِ، وقد يكون الاسْتكبارُ عن قَبولِ الحَقِّ، وقد يكون الاستكبار على النَّاس بالتَّرفُّع عَليهم.

العقوبةُ إذا نَزلَتْ تَعُمُّ الصَّالحَ والطَّالحَ في المجتَمَعِ بِسبَبِ عَدمِ إنكَارِ المُنكَر، قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [الأنفال: 25]، فالمعصِيَةُ إذا ظهرت ولم تُنكَرْ فإنَّ ضَررَها يعُمُّ الصَّالحَ والطَّالحَ؛ لأنها لم تُنكَرْ، وفي آخر «سورة الأعراف» ذكر الله عَنْ بَني إسرائيلَ الذين اعتدَوا في السَّبتِ أنه أهْلكَهم؛ ولم ينْجُ إلاَّ الذين أنكَرُوا علَيهم، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذۡنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۢ بَ‍ِٔيسِۢ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ[الأعراف: 165]، لما فعَلُوا الجَريمَة انقَسَمَ الصالحون إلى قسْمَينِ: قِسمٌ أنكروا عليهم، وقسمٌ سكَتُوا وقالوا: ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوۡمًا ٱللَّهُ مُهۡلِكُهُمۡ أَوۡ مُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗاۖ [الأعراف: 164]، فلما نزلَتِ العُقوبَةُ ذكر الله عن الذين أنْكرُوا أنه نَجَّاهُم، وذكر عن الذينَ وَاقعُوا الجريمة أنَّه أهْلكَهم، وسكتَ عن الذين سكَتُوا، ولم يُدر هَل هُم مع النَّاجينَ، أو مع المُعذَّبين؟ فدلَّ على أن الذي لا يُنكِر أنه يكون مع العاصِي في


الشرح