وَقَاذِفُ
أُمِّ المُصْطَفَى اقْتُلْهُ بَتَّةً *** وَلَوْ كَانَ ذَا إِسْلاَمٍ
أَوْ ذَا تَهَوُّدِ
وَقَاذِفُهُ
أَيْضًا وَذَلِكَ رِدَّةٌ *** وَلاَ يُسْقِطُ الإِسْلاَمُ قَتْلاً بِأَوْكَدِ
وَإِنْ
كَانَ ذَا كُفْر فَأَسْلَمَ أَبْقِهِ *** فِي الأَوْلَى وَعِنْدَ
اللهِ يُفلِحُ مَنْ هُدِي
*****
العُقوبَة، وأنه لا يَنجُو إلاَّ من أنكر.
ولكن في الآخرة
يَبعَثُهم الله على نِيَّاتِهم، يبعثُ اللهُ الصَّالحين الذين لم يُنكِروا على
نياتهم، في الحديث لما ذكَرَ النبي صلى الله عليه وسلم الذين يأتُون قَاصِدين
الكَعبَة لهدمها، فيَخسِفُ اللهُ بهم، قالت عائشة رضي الله عنها: «يَا رَسُولَ
اللهِ، أَلَيْسَ فِيهِمْ سُوقَتُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟» قال: «يُصِيبُهُمْ
مَا أَصَابَ القَوْمَ، ثُمَّ يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ» ([1]).
الذي يقذِفُ أُمَّ
النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يُقتل على كلِّ حالٍ، سواءً كان كافرًا أو مُسلمًا،
فقد ارتَدَّ ولا تُقبل له تَوبةٌ، وأما إن كان كافرًا فهذا يُقتل دَفعًا لأذاهُ عن
الأنْبياء عَليهم الصَّلاة والسَّلامُ.
إذا قَذفَ الرَّسولَ
صلى الله عليه وسلم، أو قَذفَ زَوجةً من زَوجاتِهِ، فإنَّ قَذْفَ زَوجَتِهِ قَذْفٌ
له ـ فيُبادَرُ بقتلِه، ولشيخِ الإسْلامِ رحمه الله كتابُ «الصَّارِمِ المسْلُولِ
عَلَى شَاتِمِ الرَّسُولِ»، وهو كِتابٌ جيدٌ مفيدٌ فليراجَع.
المُسلِمُ إذا قذَفَ الرَّسولَ يُقتل ولا يُستتاب، أما الكَافِر إذا قَذفَ الرَّسولَ ثم أسلم فإنه يُدرأ عنه الحَدُّ ولا يُقتل، أما إن اسْتمرَّ على كفْرِه فإنه يُقتل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2118).