وَقَدْ
نَقَلَ البَنَّا تَكْفِيرَ مَنْ رَأَى *** مَسَبَّةَ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
حَذَارِكَ
مِنْ كَذِبِ اليَمِينِ فَإِنَّهُ *** لَيُوجِبُ سَخَطَ اللهِ إِنْ يُتَعَمَّدِ
*****
قوله: «وَقَدْ
نَقَلَ البَنَّا»؛ يعني عن أحْمَد: أن من سَبَّ صحابَةَ الرَّسولِ فهو كَافرٌ؛
لأنه مكذِّبٌ لله ولرسولِه ولإجماع المُسلمينَ على عدالتهِم وأمانَتِهم واحترامِهم
ومحبَّتِهم والتَّرضي عَنهم، يدخل في ذلك الرَّافضَةُ الذين يسُبُّون الصَّحابَة
ويكفِّرونَهم ويطعَنونَ فيهم، أنَّهُم يكفرونَ بذلكَ.
ومن ذلك قَذفُهُم
عَائشةَ رضي الله عنها بما بَرَّأها اللهُ منه، ولعلَّ هذا هو المُناسَبة من ذِكرِ
سَبِّ الصحابة هنا.
اليمين: هي الحَلِفُ باللهِ عز وجل، واليمينُ أو القَسمُ تأكيدُ أمرٍ من الأمورِ بذكْرٍ معظَّمٍ بصيغَةٍ مخصوصَةٍ، ولا يجوز الحلفُ إلاَّ بالله عز وجل، قال: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَسْكُتْ» ([1])، وقال: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ»، فلا يجوز الحَلِفُ بغير اللهِ، لا الحلِفُ بالمَلائِكَةِ ولا الأنْبياءِ ولا الأشجَارِ ولا أي مخْلوقٍ، لا يجوز الحلِفُ بالمخلوقاتِ بَتاتًا، وهو شِركٌ وكفرٌ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([2]).