وَلاَ
بَأْسَ فِي أَيْمَانِهِ مَعَ صِدْقِهِ *** وَلاَ يَنْفَعُ
التَّأْوِيلُ مِنْ كُلِّ مُعْتَدِ
*****
ولا تكونُ اليمين
مانِعةً له من فعل الخَير، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «وَاللهِ -إِنْ
شَاءَ اللهُ- إِنِّي لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ وَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا
مِنْهَا، إلاَّ أَتَيْتُ الذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «إِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ ورَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا
مِنْهَا، فكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ» ([2]).
أما إذا كان صادقًا
في يَمِينِهِ فيُباح له أن يَحلِفَ، وَتركُ الحَلفِ أحْسنُ له حتى وإن كَان
صادقًا؛ احْترامًا لليَمينِ وتَعظيمًا لها، والتَّأويلُ في اليَمين أن يُخفيَ
شيئًا غير ما يُظهر، يُخفي للسَّامع شيئًا غير ما يظهره، هذا إن كان ظالمًا،
فاليَمينُ هذهِ حَرامٌ، ولا يجوز له التَّأوِيل في اليَمِينِ ليأكل حَقَّ غيرِه أو
يجحد الأمَانَة أو غير ذلك، يحلف إنَّ هذا المالَ ليسَ عِندي. ويقصد: «مَا هُوَ
عِنْدِي»؛ يعني في هذا المَحَلِّ، وهو ظالمٌ لغيره، وَ«اليَمِينُ عَلَى مَا
يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ» كما قال صلى الله عليه وسلم ([3]).
أما إذا كان مَظلومًا ويحلف ويتَأوَّلُ لأجل التَّخلُّصِ من الظلم، هذا لا بأس، كأنْ يَطلبَ منه ظَالمٌ مالاً ويحلف أنَّه ما عنده شيءٌ؛ يقصد في هذا المكان لأجْلِ أن يتخلَّصَ من الظُّلم فلا بأس بذلك، هذا تأويلٌ سائغٌ، أما إذا لم يكن ظالمًا ولا مظلومًا في يَمينِه ويتأول فيها فهي على ما يُصدِّقُه صاحبه، ولا يجوز له التأويل؛ لأن هذا نوع من الكذب.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6623).