×
إتْحَاف الطُّلابِ بِشرحِ مَنظُومةِ الآداب

وَحَرِّمْ وَقِيلَ اكْرَهْ يَمِينًا بِمَنْ سِوَى *** الإِلَهِ لَهُ أُسْنِدَتْ أَوْ لَمْ تُقَيَّدِ

وَلاَ يَجِبُ التَّكْفِيرُ مِنْ حَنْثِ حَالِفٍ *** سِوَى حَالِفٍ بِاللهِ رَبِّي وَمُوجِدِي

وَلَمْ تَنْعَقِدْ أَيْمَانُ غَيْرِ مُكَلَّفٍ *** مُرِيدًا مُوَاتِيهِ وَإِنْ لَمْ يُعَوَّدِ

*****

الحلِفُ بِغيرِ اللهِ لا يَجوز، كالحَلفِ بالنَّبيِّ، وكثيرٌ من الناس يَحلِفونَ بالنَّبيِّ، يحلفون بالأمانَةِ، أو يحلف بالوَلِيِّ الفُلانِيِّ، أو القَبرِ الفُلانِيِّ، هذا تعظيمٌ، ولا يجوز التَّعظيمُ إلاَّ لله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ» ([1])، «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([2]). والحلف يكونُ بالله، أو يكون بصِفَةٍ من صفاته سبْحانه كالسَّمع والبَصرِ وحياةِ الله، وسمْعِ اللهِ وبَصرِ اللهِ، وكلامِ الله، يكون بصفة من صِفاتِ الله عز وجل.

إذا حلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَد أَشرَكَ وأَثِمَ، ولمْ تَنعَقِد يَمينُه وليسَ عليهِ كَفَّارة، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ بِاللاَّتِ، فَلْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ» ([3])، ولم يوجبْ عليهِ كفَّارةً؛ لأن اليَمينَ غير منْعقِدَةٍ؛ لأنها غير شَرعِيَّةٍ.

كذلك اليمينُ من غَيرِ المُكلَّف، كاليمينِ مِن الصغيرِ، واليَمينِ من المجنونِ، ومن النَّائمِ، ومن المَعتوهِ لا تنعقد لأنها تَحتاج إلى نِيَّة، وغير المكلف ليسَ عِندَه نيَّةٌ؛ فلا تنعقد يمينه.

ويشترطُ في يمينِ المُكلَّف أن يكون قاصدًا اليمين، فلو جَاءت على لِسانِه من غير نيَّةٍ، لم تنعَقِد، قال تعالى: ﴿لَّا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (2679).

([2] أخرجه: أبو داود رقم (3251)، والترمذي رقم (1535)، وأحمد رقم (6072).

([3] أخرجه: البخاري رقم (6301).