وَتَدْعُو
دُعَاءَ المُخْبِتِينَ بِرَغْبَةٍ *** دُعَاءَ غَرِيقٍ فِي دُجَا اللَّيْلِ مُفْرَدِ
*****
يتُوبُ إلى الله،
ويُبادِرُ بالتَّوبَة وإذا تاب إلى الله تابَ الله عليهِ، ومحا عَنه جَميعَ ما صدر
منه.
تقومُ منَ اللَّيلِ
وتَدعو اللهَ صَادقًا بِحُضورِ قَلبٍ، وَإِنابَةٍ إلى اللهِ عز وجل، والله يقْبلُ
التَّوبَةَ ممَّن تابَ صَادقًا، أما التَّوبَةُ التي باللِّسانِ ولا يُغير شيئًا
من عَملِه ولا من واقِعِه، فلا تَنفَعُ التَّوبةُ باللِّسانِ فقطْ وهو مقيمٌ على
الذُّنوبِ والمعاصي ولا يتغيَّرُ، ولا تَنفَعُ توبةُ اللِّسانِ، التَّوبَةُ لها
ثلاثة شُروطٍ لا بدَّ من توفرها:
الشَّرطُ الأَوَّل: أن يُقلع عن
الذَّنبِ، يعني يتْرُكُ الذَّنبَ، أما أنه يَتوبُ وهو بَاقٍ على الذَّنبِ فهذا
كذاب.
الشَّرطُ الثَّاني: أن يَعزِمَ أن لا
يعُودَ إليها، فلا تَكونُ توبَتُه توبَةً مؤقَّتَةً، يقول: إلى وَقتِ كَذا، إذا
طلَعَ رَمضانَ، إذا انتهى الحَجُّ سأرجِعُ إلى حالتي الأولى، هذا لا يَقبلُ اللهُ
تَوبتُه؛ لأنه يعْلَمُ أنه سيعودُ إلى الذُّنوبِ فهو لم يَتُب.
الشَّرطُ الثَّالثُ: أن ينْدَم على ما
فاتَ، يكونُ عنْدَه نَدامَةٌ، فلا يَنسَ الذَّنبَ الذي فاتَ بل يَتحَسَّرُ على
ذلك، ويُحدث التَّوبَةَ والاسْتغفارَ.
وإذا كانت المَعصيَة
بينه وبين النَّاسِ بالظُّلم، فإنه لا بُدَّ من الشَّرطِ الرَّابعِ: وهو أن يَردَّ
المظالِم إلى أصحابِها ويطلب منهم المُسامَحة، فالتَّوبةُ ما هي مجردُ لفْظٍ يُقال
باللِّسان، والاستِغفارُ ما هو بِلفظٍ يُقال باللسان فقط، لا بد من هذه الشروط.