وَمَنْ
جَحَدَ الإِيجَابَ كَفِّرْهُ إِنْ نَشَأ *** بِدَارِ الهُدَى
مَا بَيْنَ أَهْلِ التَّعَبُّدِ
*****
بدينِ اللهِ عز وجل، فلا تصحُّ صلاةُ هؤلاءِ؛
لأنَّهم لم يصلوا الصلاة التي أمر اللهُ بها.
والنَّبيُّ صلى الله
عليه وسلم يقول: «صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا» ([1])، فالذي يتلاعب في
الصَّلواتِ ويُؤخِّرها عن وقْتِها، هذا لا تَصحُّ منه، وقيل: تَصحُّ منه مع
التَّوبَة؛ لقوله تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4- 5]،
يعني سَاهونَ عن وَقتِها، هم يُصلُّون لأن الله سَمَّاهم مُصلين، لكنهم لا
يُصلُّون في الوَقتِ، توعَّدَهم الله بالويلِ، وكذلك في موضعٍ آخر، قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ
أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ﴾ [مريم: 59]، ليس
مَعناه أنهم تَركُوها بالكُلِّية، وإنما معناه أنهم أضاعوا أوقاتها، فلا يُصلونها
في أوقاتها، هذا إضاعةٌ للصلاة، فلا تصح منهم.
هذا بيانٌ لِبعضِ نَواقِضِ الإسْلامِ، من جَحدَ وُجوبَ الصَّلاة فإن كان نَشأ في بِلاد الإسْلام وجَحدَ وُجوبَ الصَّلاة فهذا كافرٌ مرتَدٌّ عن دِين الإسْلامِ بالإجْماع؛ لأنَّه لا عُذرَ له بالجَهل؛ لأنَّه بين المُسلمينَ، ويرى النَّاس يُصلُّون، ويَسمَع الحثَّ عَلى الصَّلاة ويَسمعُ القرآن، فلا يُعذر؛ أما إذا نشأ في بِلادٍ بَعيدةٍ ولا يسْمَع شيئًا عن الإسْلامِ، ولم تَبلُغْه الدَّعوَة، فهذا يُعذر حتى يُبين له؛ لأنَّه لم يكن يَتمكَّن مِنَ التَّعلُّم ومثله يجهل لبعْدِه عن بلادِ الإسْلامِ فهذا يُبين له، فإن أصَرَّ فإنه يُحكَمُ بِكفْرِه ورِدَّته عن دين الإسلام.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (648).