كَذَا
كُلُّ مَجْمُوعٍ عَلَى حِكْمَةٍ مَتَى *** يَكُنْ ظَاهِرًا دُونَ
الخَفِيِّ المُبْعَدِ
فَمَنْ
جَحَدَ الأَرْكَانَ أَوْ حُرْمَةَ الزِّنَا *** وَخَمْرَ وَحَلَّ
المَاءِ وَالخُبْزَ يَجْحَدِ
*****
كذا يُحكم بكُفْرِ
من أنكرَ شَيئًا مُجْمعًا على حُكمِه؛ لأنه مُخالِفٌ لإجْماعِ المُسلِمين،
فالعُلماءُ أجْمعوا على أنَّ الرِّبا حرامٌ، مع تَحريمِه في القُرآنِ والسُّنَّة،
فمن قال: الرِّبا مَوردٌ اقتصادِيٌّ وموردٌ عالميٌّ، ولا يَحْرُم. فهذا كافرٌ
بإجماعِ المُسلمينَ؛ لأنه مُكذِّب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين، وكذلك قِس على
هذا بَقيَّة المسائلِ المُجمعِ عَليها فيكفر من أنْكرَها، وهذا لا يُدرِكه إلاَّ
العُلماءُ وأهل البصيرَة، لا يُدركُه طَلبَة العِلمِ المُبتدِئين أو المُتعالِمين
الذين أخَذوا يُكفِّرون الناسَ ويَستحلُّون دِماءهم وأموالَهُم والعياذ بالله، وهم
لَيسوا عُلماء ولا أهل بصيرة، وهذا مذهبُ الخَوارج، فالتَّكفيرُ أمره صعبٌ ويحتاج
إلى بصيرَةٍ وإلى معرِفَةٍ، ويحتاج إلى تَمهُّلٍ في الأمر وعدم تسرع.
من جَحدَ أركانَ
الإسلامِ الخَمسَةِ وقال: إنها سُننٌ لَيست هي فَرائض، وأركانُ الإسلامِ مَعروفَةٌ
من الدِّينِ بالضَّرورَة وأجمعَ عليها المُسلِمون، والأدِلَّة ظَاهرةٌ عَليها من
كتابِ اللهِ وسُنَّة رسُوله، فمن أنْكرَها أو أنكَرَ شَيئًا منها، حتى ولو أقَرَّ
بِالبَعض، وجحَدَ رُكنًا واحدًا من أركانِ الإسْلام فإنه يكْفُر ويرتَدُّ عَن دين
الإسلام.
وكذلك من استَحَلَّ مُحرَّمًا مجمعًا على تحريمه، أو حرَّمَ حلالاً مجمعًا على حِلِّه فإنه يكفر.