وَمَنْ
جَحَدَ الخَلاَّقَ أَوْ صِفَةً لَهُ *** أَوِ البَعْضَ مِنْ كُتُبِ
الإِلَه المُوَحَّدِ
*****
والجُمهورُ على أنَّ
مَن تَركها كسلاً مع اعترَافِه بوجوبِها لا يكفُرُ الكُفرَ الأكبَر، ولكِنَّه
يكفرُ الكُفر الأصْغرَ. ولكن الحجَّة مع القَولِ الأَوَّل، أنه يكفر إذا أصَرَّ
على تَركِها مع دعوتِه إلَيها وامْتناعِه منها، ولو كان يَعتَرف بُوجُوبها فإنَّه
يَكفر، وكذلك من استَمَرَّ على ترك صيامِ رَمضان، واسْتمرَّ على تركِ الزَّكاة،
فإنه يَكفُر.
كذلك من نَواقِضِ
الإسْلامِ أنْ يَجحَد وُجود الرَّبِّ سبحانه وتعالى، ويقول: الكونُ هذا أوْجدَتْه
الطَّبيعَةُ، وليس هناك خَالقٌ ولا ربٌّ، فهذا كافرٌ بالإجماع، مثل قولِ
الشُّيوعِيينَ والدَّهريينَ والحداثِيينَ الآن، الذين يَجحَدون وُجودَ الرَّبِّ
ويستهزئون بالرَّبِّ، هؤلاء من سادَة الكُفارِ، ومن قادة الكُفرِ والعياذ بالله.
«أَوْ جَحَدَ صِفَةً
لَهُ»؛ أي أو أقَرَّ بُوجودِ الرَّبِّ، ولكنَّه جَحدَ صِفةً من صفاتِه
الثَّابتَةِ بالكتاب والسُّنَّة، ومثله لا يجهلُ هَذا الشَّيء، فهذا يُحكم
بِردَّتهِ، أما إذا أنكَرَ الصفة أو شيئًا من الصفات من بابِ التأويلِ أو
التَّقليدِ، أو عنده شُبهةٌ؛ فهذا يُبين له ويُزال عذرُه، فإن أصَرَّ فإنه يُحكم
برِدَّته، وأكثر الذينَ يَجحدون الصِّفات مقلِّدةٌ اتبعُوا من سَبقهم في هذا أو
مُتأوِّلَة، فيُحكم بأنهم أهْلُ ضَلال، ولا يُحكم بكفرِهم إلاَّ من كان متَعمدًا.
«أَوْ جَحَدَ البَعْضَ مِنْ كُتُبِ الإِلَهِ المُوَحَّدِ»؛ وكذلك جحد بَعض الكُتبِ السَّماوِيَّةِ، كالتَّوراةِ المنزلةِ على موسى عليه السلام، أو الإنْجيلِ الذي أُنزل على عيسى عليه السلام، أو جَحدَ الزَّبورَ الذي أُنزل على داود عليه السلام، أو قال: القُرآنُ لَيس كلامَ اللهِ، وإنَّما هو كلامُ جبريلَ أو كلامُ محمدٍ،