أَوِ
الرُّسُلَ أَوْ مَنْ سَبَّهُ أَوْ رَسُولَهُ *** وَلَوْ كَانَ ذَا
مَزْحٍ كَفَرَ كَالتَّعَمُّدِ
*****
أو هو مَخلوقٌ خلقَهُ الله في اللوح المحفوظ، أو
خلقَهُ في جِبريل، أو خلقه في مُحمَّدٍ، ولم يتكلم اللهُ بهِ... فهذا يُحكم بكفره.
ولهذا كفَّرَ
العُلماءُ الجَهميَّةَ الذين نفَوا كلامَ اللهِ، وقالوا: كَلامُ الله مخلوقٌ،
فهؤلاء إذا لم يكُونوا مُقلِّدين فإنهم يُحكم بكفرهم، وإن كانوا مقلِّدين فإنه
يُبين لَهم فإن أصروا بعد البيان فإنه يُحكم بكفْرِهم. وكذلك من جَحَد آية من القرآن
أو سورةً أو حتى حرفًا من القرآن لو جحد: «الم» أو «ص» أو «ق» فإنَّه يكفرُ.
أو جحدَ الرُّسُلَ
أو بَعضَهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ
بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ﴾ [النساء: 150]، من
كفرَ بالبَعضِ فهوَ كافرٌ بالجميع، من جحدَ نبيًّا واحدًا فهو كافرٌ بجميع
الرُّسلِ، فالذين جحدوا نبوَّةَ عيسى عليه السلام وهم اليَهود كافرون بجميعِ
الرُّسل، والذين جحَدوا نبوَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كافرون بجميعِ
الرُّسلِ، حتى بالرسُلِ الذين يزعُمونَ أنَّهم يُؤمِنون بهم؛ لأنَّ الرُّسل
سِلسِلَةٌ واحِدةٌ يجب الإيمانُ بجميعهم: ﴿قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ
أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ
وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ
لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [البقرة: 136]، هذا
هو الإسلام.
«أَوْ مَنْ سَبَّهُ»؛ أي يكفر من سَبَّ
اللهَ، يقول: إنَّ الله يَظلمُ عِباده، إن الله فَقيرٌ ونحن أغنياء، يدُ الله
مغلُولةٌ، كما قالت اليهود، فهذا يُحكم بكفره.